تعرف مصلحة الاستعجالات الجراحية وكذا الاستعجالات الطبية بالمركز الجامعي الاستشفائي ابن رشد الجامعي، ضغطا كبيرا من قبل المرضى الوافدين عليها منذ حلول شهر رمضان الأبرك، إذ فاق عدد الحالات المستعجلة التي تم إسعافها خلال الاسبوعين الأولين ال 2876 حالة، الأمر الذي أدى، وفق تصريح لأحد الأطباء للجريدة، إلى التكثيف من ساعات مناوبة الأطباء والأخصائيين الذين اضطروا مرارا إلى الإفطار داخل الأقسام حتى يقدموا الخدمات الطبية والعلاجيةاللازمة للحالات التي وردت عليهم. وأفاد مصدر طبي بأن هذه المؤسسة الصحية استقبلت ما يفوق 300 مريض في اليوم خلال الفترة السابقة، أغلبهم في وقت الإفطار أو بعده ممّن يحتاجون لإسعافات اضطرارية بسبب تعرّضهم سواء لحوادث سير خطيرة ، أو بسبب اعتداءات بالسلاح الأبيض، خصوصا أثناء الليل، والذين بلغت نسبتهم 40% ، حيث وصل عدد العمليات التي تمت خلال الفترة السالف ذكرها إلى 15 عملية جراحية مستعجلة، وهو نفس الوضع بالنسبة لمصلحة الاستعجالات الطبية التي استقبلت وتستقبل هي الأخرى حوالي ال 60 حالة من مرضى السكري، وضغط الدم، وحتى التسمّمات الغذائية خلال اليوم الواحد، أي بمعدل 46%، في حين أدخلت إلى غرفة الانعاش 290 حالة نظرا لوضعيتها الصحية، بنسبة وصلت إلى 10% . وأوضح «الدكتور مهاوي محمد»، وهو طبيب مختص عامل بمصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد، أن عدد المقبلين على المستشفى يبلغ ذروته بعد أذان المغرب، مؤكدا أنه وزملاؤه بكلتا المصلحتين، يواجهون ضغطا واكتظاظا غير مسبوقين في العمل خلال شهر رمضان هذه السنة، بسبب ارتفاع عدد حالات المصابين بنوبات السكري، وضغط الدم، والزائدة، والمعي، وكذا التسمّمات الغذائية اليومية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وكذا العادات الاستهلاكية غير المضبوطة للمرضى، الأمر الذي يكثف، بحسب المتحدث، من حجم ساعات المناوبة التي تنطلق عادة عند الثامنة والنصف مساءً ولا تنتهي حتى صباح اليوم التالي، خصوصا مع استقبال المصلحة لأعداد كبيرة من المرضى من مختلف القطاعات الصحية عبر الولاية بسبب نقص المختصين بها، وتوقف معظمها عن العمل خلال فترة الإفطار من جهة، ومجيئهم من مختلف المدن المغربية الأخرى دون أية متابعة مبدئية أو ملفّات طبية تتضمن شرحا للحالة ومدى خطورتها أو حتى زمرة دمها،. هذا الضغط على مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد بمدينة المال والاعمال، نجم عنه عدم كفاية في الأدوية الأساسية رغم توفرها، خصوصا الأدوية الخاصة بالتخدير وكذا حقن السكري، وضغط الدم، ناهيك عن مشكل نقص الممرضين المؤهلين الذي بات يشكل هاجسا مزعجا، نظرا لارتفاع أعداد المرضى، دون الحديث عن غياب عنصر الأمن، إذ كثيرا ما يتعرض الأطباء والممرضون للاعتداء من قبل عائلات المرضى الغاضبين، خصوصا في حالات الشجارات العائلية الدامية التي ينقلها هؤلاء إلى داخل المصلحة؟