يتفرد العمل الدرامي السوري «شيفون»، تأليف هالة دياب، بإلقاء الضوء على مشاكل الشباب المراهقين الذين يشكلون نسبة كبيرة في المجتمع، وهي شريحة كانت مغيبة عن الدراما السورية والعربية بشكل عام. كما يعرض للقضايا الناجمة عن التفاعل مع الشبكات الاجتماعية. ويتناول هذا العمل المشاكل الاجتماعية والجنسية للشباب، وصراعهم مع الأهل ومشكلات الإدمان وتعاطي المخدرات، إضافة إلى القضايا التى أفرزها التواصل عبر المواقعِ الاجتماعية مثل انحراف بعض الشباب نتيجة إساءة استخدام تلك المواقع وغياب الرقابة، بحسب برنامج «دراما رمضان» الذي بثته العربية الأحد، وقدمه جميل ضاهر وراوية العلمي. وتقول الممثلة رشا إبراهيم: «شخصيتي بالعمل هي البنت التي لا يوجد رقيب في حياتها بسبب غياب وجود الأب والأم، وقطعا هذا جعلها تلجأ إلى الحوار مع أناس لا تعرفهم، وبالتالي تنجر وراء قصص تدفعها بالنهاية إلى الانحراف». وكانت بطولة العمل من نصيب شباب وشابات من الوجوه الجديدة التي تقف للمرة الأولى أمام عدسة الدراما التلفزيونية، ويشاركهم البطولة الفنان مصطفى الخاني، الذي يقوم بأدوار 4 شخصيات مختلفة تلعب دوراً محوريا في حبكة المسلسل. ويقول الخاني: «الشخصية التي ألعبها تحاول أن تستغل الشباب ومشاكلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة التي يمرون بها، وتسعى لتوريطهم في جرائم». ورغم أن مسلسل «شيفون» لم يتطرق لما يحدث في المنطقة العربية بما فيها سوريا من ثورات واحتجاجات، إلا أنه تأثر بشكل أو بآخر بالمرحلة السابقة لتلك الأحداث. ويقول مخرج العمل نجدت أنزور إن «الاحتجاجات أثرت بشكل أو بآخر على العمل، وحاولنا أن ندمج في العمل بعض الأفكار، ولكن نحن لا نتكلم عن الثورات إطلاقا، بل نحكي عن المرحلة التي سبقت هذه التظاهرات». ومن المتوقع أن يثير مسلسل «شيفون» لدى المشاهد السوري والعربي إشكالية كبيرة كونه يعري بشفافية و بجرأة كبيرة غير مسبوقة مراحل حساسة من حياة الشباب العربي. واستغرب فريق عمل مسلسل «شيفون« منع عرض العمل على التلفزيون السوري «لأسباب رقابية» إذ تساءل مصطفى الخاني الذي يؤدي دور البطولة في العمل في تصريحات ل«شام. إف. إم» كيف تجيز الرقابة النص قبل أن يشتري التلفزيون العمل حصرياً ويروج له؟! الأمر الذي اعتبره الخاني «مفاجئاً» متسائلاً: «هل بهذه العقلية الرقابية المتخلفة سنطبق قانون الإعلام العصري« وأشار الخاني في تصريحاته إلى أنه لم يتم «الإبلاغ عن إيقاف عرض المسلسل» مشيراً إلى «جدوى المنع الرقابي» مشيراً إلى أن العمل «سيعرض على الكثير من القنوات بعد شهر رمضان وقد يكون التلفزيون السوري إحداها». «شيفون» العمل الذي كتبه هالة دياب وأخرجه نجدة أنزور اعتبره الأخيرة أنه «جريء وليس مجرد جدل وأن العمل سيثير معارك» وهذه ليست المرة الأولى التي تتناقل وسائل الإعلام تصريحات «مثيرة» لأنزور تتعلق بأعماله التي توصف دائماً ب«الجريئة» وملامسة قضايا حساسة في طريقة التناول والمعالجة لموضوعات «حارّة» ولاسيما على صعيد الذهنية المجتمعية السائدة وتأثيراتها في مناحي الحياة الفكرية والسياسية ويبقى السؤال فيما يتعلق ب«شيفون» هل المسألة «تنسيقية» تتعلق بضرورات العرض وتوقيته أم إن للمسألة أبعاداً أخرى؟