جمال الدريدب أو المبدع الكبير، كما كان يلقبه المتتبعون الرياضيون المغاربة، الذين كانوا يرون فيه موهبة كبيرة، وفعلا لم يخيب ظنهم. قدم جمال الدريدب لوحات فنية كبيرة لا تنسى، ومازالت الجماهير المغربية تتذكرها وتتحسر على العهد الذهبي لهذه الفئة، التي أبدعت على رقعة الملاعب المغربية.. جمال الدريدب لعب للمغرب التطواني وحقق معه أفضل عروضه، كما لعب لفريق النادي المكناسي وحقق معه الصعود والفوز بالبطولة المغربية، إلى جانب زميله عبد الواحد بنحساين وشقيقه الغالي الدريدب، كما احترف بالبطولة القطرية لموسم واحد مع فريق الأهلي القطري بالقسم الممتاز، ولعب لجميع الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية. الدريدب مازال يحتفظ بمجموعة من الذكريات الجميلة والحزينة التي مازالت عالقة في ذهنه، ومن بين هذه الذكريات الحزينة والمؤلمة، يتذكر المقابلة التي جمعت فريق المغرب التطواني بفريق الرشاد البرنوصي لتحديد الصاعد إلى حظيرة القسم الوطني الأول، حيث أنه في الوقت الذي كان الجميع يرشح المغرب التطواني لتحقيق المبتغى، نظرا للتركيبة البشرية الجيدة التي كان يتوفر عليها عن هذه المقابلة التي كان ينتظرها الجميع، والتي جرت بملعب الحسن الثاني أمام جماهير غفيرة، خاصة الجماهير التطوانية التي انتقلت بكثافة إلى مدينة فاس، لتشجيع فريقها، يقول الدريدب «كنا نحس وكأننا نلعب بملعب سانية الرمل انطلقت المقابلة وسيطرنا على مجرياتها رغم مجموعة من المشاكل التي اعترضتنا، من بينها عدم توصلنا بالمستحقات المالية التي وعدنا بها المكتب المسير آنذاك، رغم ذلك لعبنا من أجل الجمهور والمدينة وكرة القدم الشمالية قدمنا كل شيئ من أجل تحقيق الفوز لكن في رمشة عين سيتبخر ذلك الحلم، الذي كنا الأقرب إلى تحقيقه، ويسجل علينا الهدف الوحيد الذي انهزمنا به وعند صفارة الحكم تحسر الجميع، ومازالت عالقة في ذاكرتي وجوه الجماهير التطوانية وهي تذرف الدموع، إنها واحدة من الذكريات الأليمة التي لا يمكنني نسيانها أبدا... ضحينا من أجل فريق المغرب التطواني، وبكينا من أجله حتى لا ينزل لقسم الثاني...» وجمال الدريدب في حديثه معنا يتذكر بحسرة كبيرة مجموعة من الذكريات الأخرى، التي كانت ستكون حاسمة في مسيرته الكروية، حيث يسرد الحادث المأساوي الذي تعرض له في المقابلة الرسمية برسم البطولة الوطنية في قسمها الثاني، وهو يحمل قميص المغرب التطواني أمام فريق البريد المحمدي الرباطي، عندما أصيب بكسر في يده تم نقله على وجه السرعة إلى عيادة الهلال الأحمر، التي أجريت له بها عملية جراحية على كتفه الأيسر كللت بالنجاح، ولم يكن يظن أنه سيعود من جديد إلى الميادين لأن الإصابة كانت بليغة، لكن مشيئة الله كانت فوق كل اعتبار، وعدت - يقول الدريدب- من جديد لمزاولة هوايتي المفضلة وبشكل عاد جدا، وحققت ما كنت أصبو إليه... وتبقى الذكرى الأليمة والتي كادت تودي بحياة فريق النادي المكناسي بكامله، بعد العطب التقني الذي أصيب به أحد محركات الطائرة، التي نقلت فريقنا النادي المكناسي إلى الطوغو لمنازلة أحد فرقها، برسم الدور الأول من إقصائيات بطولة إفريقيا للأندية البطلة، قبل أن تتحول إلى عصبة الأبطال الإفريقية، إذ أخذ الجميع في تلاوة الفاتحة والتضرع إلى الله غز وجل كي تنتهي الأمور بسلام، لكن وبفضل حنكة ربان الطائرة استطاع بذكائه الكبير إنزال الطائرة بدون خسائر، فعمت الفرحة كل الوفد المكناسي، وأخذ أفراد المجموعة الكويديمية يعانقون بعضهم البعض إنها لحظة مأساوية عشناها في الجو، ورغم هذا الحدث المؤلم، فقد استطعنا تحقيق نتيجة إيجابية وعدنا بتأهل مستحق من هناك أنسانا نوعا ما تلك اللحظات العصيبة التي عشناها .