مع إطلالة أشعة صباح هذه الجمعة من شهر ماي الدافئ، أضحت مؤشرات استعدادات افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان موازين - إيقاعات العالم، أضحت تلوح بغير العادية.. بفضاء فيلا الفنون بالرباط إجراءات دخول وخروج مشددة، أكثر من خمسمائة اعتماد تغطية صحفية نفذت والطلب على المزيد، وسائل دولية ووطنية حاضرة لنقل الحدث الفني وما وراء الحدث، خاصة وأن تفاعلات تنظيمه سياسيا واجتماعيا والنقاش العمومي حول موازين لازال ملتهبا. حضر شباب من حركة 20 فبراير هذا اليوم حوالي الساعة السادسة مساء، لكنهم اضطروا لمغادرة محيط فيلا الفنون بعد توجه الشرطة لفريقهم. مع حلول الدورة العاشرة، لازال المنظمون حريصين على التهرب من الأضواء أوفتح قاعة مسرح محمد الخامس لعموم الصحفيين لجلسته الرسمية الأولى.. الافتتاح الرسمي لازال محتكرا على قلة من المدعوين، وهناك ينظم حفل داخلي بدون صحافة أو مصورين. في نفس الساعة وبقربه مكانيا، تمكن الفنان عبد السلام الخلوفي من تقديم أول عرض فني بفيلا الفنون مع الفنانة المغربية القديرة إحسان الرميقي، صاحبة الصوت الشجي العذب، الناشئة وسط إيقاعات ليالي الذكر، والمطورة لأشكال وصنوف شتى تحوم حول كورال عربي أندلسي.. حفل جميل صفق له الكثير. بينما هناك في ساحة السوسي، المنصة كعادتها مضيئة لامعة مبتهجة، تنتظر فقط زوارها، الذي بدا منهم هذا العام تردد في الحضور والمتابعة. قبل انطلاق حفل السهرة الكبرى بحي السويسي، قرب فندق سوفيطيل الشهير، مع المجموعة الهندية «بهاراتي»، الحضور غير عادي، على الأقل كما دأب عليه مهرجان موازين في السنوات الماضية، حيث تمتلئ الساحة قبل حضور النجوم بساعة وزيادة. استنفار أمني مثير، على طول جنبات الساحة وكذا قرب المنصة، الأمن في كل المكان، والأمن بزيه المدني والرسمي، والأمن الراجل وعلى الخيول وبمصاحبة الكلاب، والأمن بالدراجات والسيارات.. وأضواء شرطة المراقبة تلوح فوق العربات، محذرة ومنبهة البعيد والقريب. انقسم المتفرجون كالعادة إلى إجنحة وجنبات، جناح VIP- خاص بعلية القوممن رجال أعمال وزوار وأجانب.. وهناك شوهد وزير المالية ووزير الشبيبة والرياضة، وجناح غولدن كارتن وجناح بطاقات التذاكر، وجناح العموم.. حضرت المجموعة الهندية بعد دقائق من الوقت المبرج (التاسعة وخمس وأربعين دقيقة)، مع بداية الرقصة الأولى برز عطب تقني في الإنارة، انطفأت بعضها ثم مكثت وعادت بعد تدخل وإصلاح. حفل الإيقاعات الهندية مع مجموعة باهاراتي أمتع منذ انطلاقته.. رقصات وكوريغرافيا جميلة منسوجة وفق عالم يقربك من روائح وعطور وألبسة وتوابل «بوليود» مدينة الفنون الهندية الشهيرة. «باهاراتي» لوحة فنية لمجموعة هندية لها صيت دولي، استطاعت أن تراكم مليون مشاهدة عبر العالم، فرقة تشمل مجموعة فنية يزيد عددها عن المائة وهي ترقص فوق الخشبة، قدمت عروضا راقصة فاتنة، مع أزيد من 700 مائة لباس، عبر كوميديا موسيقية استعراضية بعنوان «باهاراتي». لوحات «باهاراتي» تزج بك في سحر بلد الهند وروائحه وألوانه الزاهية. سهرة فنية جميلة استطاع أن يتفاعل مع جمهور مغربي محدود العدد، لكنه نوعي الذوق. في الضفة الأخرى، حيث منصة النهضة، حضر لمنصة الفنانة السورية ميادة الحناوي جمهور متواضع العدد.. تمكن الحضور من متابع أمسية طربية فاتنة، غنت فيها السورية ميادة أجمل عطاءات عقود الزمن الجميل: «ياغيبان لايغيب» كلمات محمد الموجي، «سيدي أنا»، «الحب ألي كان»، «أنا باعشقك»،»شمس الحب» ، وكلها كلمات بليغ حمدي ورياض الصنباطي. حب الجمهور المغربي للفنانة السورية جعل بعضهم ينتظرها إلى حدود آخر لحظة من الغناء، الثانية عشر والنصف، وبعد مغادرة المنصة تابعها خارج الكواليس مهنئا ومودعا لهذا الصوت العربي الطروب.