مشاركة مغربية وازنة في النسخة العاشرة الدورة العاشرة من مهرجان موازين ستنطلق يوم 20 من شهر ماي المقبل بالرباط. كان هذا هو العنوان العريض الذي عقدت تحته جمعية مغرب الثقافات مساء الثلاثاء الماضي، بمدينة الصخيرات ندوتها للإعلان عن موعد انطلاق الدورة العاشرة من مهرجان موازين الذي دأبت الجمعية على تنظيمه سنويا، وقد ميز اللقاء حضور صحافي كثيف يتكون من ممثلي وسائل الإعلام من المغرب والدول العربية والعالم، وخلال ثلاث ساعات دافع ممثلو الجمعية عن هذه التظاهرة، نافين تهمة الاستفادة من أموال عمومية وهو الرأي الذي تبنته حركة شباب العشرين من فبراير، وروجت له بعض الصحف في وقت سابق. ممثلو الجمعية نفوا جملة وتفصيلا أي علاقة لمهرجان موازين بالدولة ، مقدمين جردا من الأرقام والنسب لميزانية لا تشكل المساهمة العمومية فيها إلا ستة في المائة، مؤكدين أن المهرجان سيحافظ على الخط الذي رسمه وسار وفقه خلال الدورات السابقة، مع بعض الجديد الذي يتمثل هذه السنة في المشاركة المغربية القوية. وقال المدير الفني للمهرجان عزيز الداكي، إن جميع الفنانين أكدوا حضورهم في الموعد كما أعلن عن ذلك سابقا، باستثناء النجمة نيلي فورتادو التي اعتذرت لأسباب فنية محضة منها على الخصوص إعدادها لألبومها الجديد. وبخصوص جديد الدورة أضاف الداكي «أنه بخلاف الدورات السابقة نجح المنظمون في إقناع جميع النجوم بالموافقة على البث التلفزي المباشر لحفلاتهم، وهذا مكسب مهم على اعتبار أن معدل مشاهدة حفلات موازين يقدر ب7 ملايين مشاهد». ومن جهته صرح محمود لمسفر، عضو إدارة مهرجان موازين، إن الدورة العاشرة المرتقب تنظيمها خلال شهر ماي المقبل، ستعرف تقديم ما سماها ب»هدية مغربية» من ناحية الفكرة، وبمشاركة عربية وذلك لكل العالم، تحت اسم «يوم الغد»، عبر مشاركة كل الفنانين العرب القادمين للغناء في مهرجان موازين في دورة 2011 مع الفنان العالمي كوينسي جونز، صاحب ملحمة we are the world، في ملحمة مشابهة باللغة العربية، كتبها كريم العراقي، ووضع ألحانها كاظم الساهر، وعمل على توزيعها كوينسي جونز. وكشف محمود لمسفر، المكلف بالبرمجة العربية في مهرجان موازين، أن الملحمة الغنائية سيتم تصويرها خلال أسبوع تنظيم المهرجان، وستؤول مداخيل العمل إلى جمعيات الأطفال في الدول العربية، لتضاف كحدث إلى موعد فني غير مسبوق في برمجه المهرجان، وتضاف مشاركة الفنانين المغاربة والعرب في تقديم أغاني مشتركة في إطار ما يعرف ب»الديو الغنائي». مذكرا بأن مهرجان موازين لعب دوراً في تسويق الأغنية المغربية من خلال عمليات مزج ما بين مغنين مغاربة من مختلف الألوان الغنائية مع أسماء عالمية لها وزنها من أجل الوصول إلى مستوى تسويقي مقبول على المستوى العربي للأغنية المغربية. وصرح عزيز السرغوشني الرئيس المنتدب لجمعية مغرب الثقافات نحن جمعية ثقافية لا علاقة لنا بالسلطات ولا بالحكومة.» «هدفنا تمكين العاصمة الرباط من مهرجان ذي مستوى عال يشرف المغرب وعاصمته.» واستنكر السرغوشني الدعوة إلى إلغاء المهرجان قائلا»الدعوة إلى إلغاء مهرجان من هذا الحجم يعني أن المغرب ليس له الحق في أن ينجح عملا.» وتجدر الإشارة إلى أن البرمجة المغربية حاضرة بقوة بنسبة 45 في المائة من البرمجة العامة لهذه التظاهرة، حيث تبرز المشاركة المغربية بجميع أصنافها من الموسيقى العصرية والشعبية والكلاسيكية والأمازيغية والحسانية والراي، وسيؤديها فنانون من قبيل لطيفة رأفت ونعمان الحلو وثريا الحضراوي وإحسان الرميقي ومصطفى باقبو ورشيد بالرياح وحاتم عمور وإزنزارن وسعيد الصنهاجي وسعيدة شرف ورشيدة طلال وغيرهم. ومن الأسماء المغربية المتألقة عربياً، ستغني جنات مهيد وأسماء لمنور وحسناء زلاغ، بالإضافة إلى الموسيقار عبدا الوهاب الدكالي. وكما جرت العادة بذلك ستكون جميع أنواع الموسيقى الغربية حاضرة في الدورة العاشرة من بوب وجاز وسول وفانك على المنصة الدولية السويسي، التي ستعرف مشاركة نجوم عالميين في الموسيقى مثل يوسف إسلام وجو كوكر وليونيل ريتشي وشاكيرا. وقد استضاف المهرجان أيضا في دورات سابقة أسماء كبيرة في عالم الغناء أمثال ويتني هيوستن وستينغ وإلتون جون و ستيفي ووندر و كايلي مينوغ، سانتانا وغيرهم. أما منصة النهضة فستحتضن حفلات لمطربين عرب ككاظم الساهر وصابر الرباعي وميادة الحناوي وراشد الماجد وكارول سماحة وحسين الجاسمي وعمر دياب إلى جانب الفنان المغربي الكبير عبد الوهاب الدكالي والفنانات جنات وحسناء زلاغ وأسماء المنور. وستخصص منصة أبي رقراق إلى الموسيقى الإفريقية إذ سيكون الجمهور على موعد مع نجوم من حجم يوسو ندور وساليف كايتا وتيكن جاهفاكوري وفيمي توكي وإيرنيست رانغلان و ستاف باندا بيليلي. وتقترح الدورة العاشرة لموازين تسعة عروض ستقدمها فرق فنية تنحدر من مختلف البلدان كصربيا وتركيا وبوليفيا وكندا والمكسيك حيث تجوب شوارع الرباط احتفاء بالموسيقى والإيقاعات. هذا زيادة على أسماء أخرى ستترك بصماتها على منصات الغناء في موازين، مثل روجر هودسون نجم الفرقة الشهيرة سوبر ترامب الذي سيغني مع الجوق الملكي المغربي للسيمفونية، والفنان الجزائري إيدير، بالإضافة إلى جوليان مارلي، وأرشد علي خان، وآخرون، دون أن تنسى إدارة مهرجان موازين ما تسمى بفنون الشارع التي تبحث سنوياً عن تقديم أحسن الفرق للجمهور المغربي. كما يتضمن برنامج المهرجان ورشات ينشطها فنانون كالفنان العراقي ناصر شمة والفنان الجنوب الإفريقي ديزو بلاتجي وفرقة سيمارون الكولومبية والمنتج الفني ريدوان. وإلى جانب الموسيقى يقترح المهرجان معرضا حول التصوير الفوتوغرافي من خلال أعمال فؤاد معزوز. وقدم المنظمون خلال هذه الندوة، عرضا حول التسع دورات السابقة حيث استضاف المهرجان خلالها، 6583 فنان يمثلون 60 بلدا من خمس قارات، وذلك خلال 746 حفلا فنيا استقطب 6 مليون و939 ألف متفرج. كما تم التوصل خلال 6 دورات من جيل موازين بأزيد من 1332 ملف ووصل إلى الإقصائيات أزيد من 5600 مرشح. يذكر أن جمعية مغرب الثقافات التي تأسست سنة 2001، تنظم «مهرجان موازين إيقاعات العالم»، منذ سنة 2002 كما تنظم تظاهرات ثقافية وفنية طوال السنة مثل جيل موازين والندوات المتعددة التخصصات والمعارض التشكيلية وغير ذلك. بعد تسع دورات غنية يعود مهرجان موازين للاحتفاء بدورته العاشرة هذه السنة ويؤكد مكانته الكبيرة في الأجندة الثقافية المغربية، ويدعم موقعه على قائمة المهرجانات العالمية التي تجعل من الاحتفاء بالموسيقى في ثرائها وتنوعها، مادة اشتغالها الرئيسية، وبأبعادها الجمالية كلغة إبداعية كونية تختلف باختلاف ثقافات المنشأ المتعددة لكنها تلتقي في التعبير عن جوهر إنساني واحد. مهرجان موازين، بعد أن تربع ومنذ دوراته الأولى على عرش المهرجانات الغنائية في كل العالم العربي، وأوجد لنفسه مكانة على قائمة المهرجانات العالمية الكبيرة بالنظر إلى حجمه الكبير وميزانيته الهائلة وحجم النجوم العالميين الذين يستقطبهم للمشاركة في إحياء فقرات برنامجه المتنوعة.