استفحل البناء العشوائي في منطقة عين الحلوف بجماعة المجاطية، وبالضبط ما بين دورتي الحلايبية واللوز . فعلى طول خلف هذا الشريط الذي تكثر فيه «المعامل السرية»، شيدت بعض المستودعات العشوائية، مؤخرا، خلف شركة (سوبر وفيك)، وذلك في غفلة من الجهات المسؤولة عن التعمير، إذ أنها شيدت وسط أرض مسيجة بحائط يتجاوز علوه حوالي الستة أمتار أقيم قبل سنوات ، علما بأنه كان قد صدر أمر من السلطات الإقليمية يقضي بهدم تسعة مستودعات بنيت من غير ترخيص سنة 2009، لكن تدخل جهات نافذة حال دون ذلك! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل تم التمادي في العشوائيات، وتم تشييد مستودعين ، مؤخرا، عبر استغلال علو الحائط المذكور الذي يحجب الرؤية تماما عن الأنظار، أما السقف فيتم وضعه في الليل ، تقول مصادر مطلعة، وذلك تجنبا لأعين الجهات المسؤولة والفضوليين! وأضافت نفس المصادرأن مستودعا بني مؤخرا اكتُري لأحد الأشخاص كي يستعمله في تخزين السلع! وبعد ذلك تم الشروع في تشييد مستودع آخر بجانب الأول، لكن خبر ذلك وصل إلى مسمع قائد المجاطية صبيحة يوم الخميس 24 مارس المنصرم ، فالتحق بالمكان المذكور ووقف بنفسه على أشغال البناء الجارية على قدم وساق ولم يغادر المكان إلا بعد هدم البناء الذي كان في بداية إنجازه! أما بدورة اللوز فقد بني مستودع عشوائي خلف محطة بنزين بالقرب من (ضاية سيدي جغالف) في الشهر ذاته (يوم 25 مارس)! وفي نفس السياق، لم تستبعد مصادر عليمة استمرار استنبات المستودعات العشوائية بالمنطقة، خصوصا التي سبق هدم جزء منها والتي تسهل إعادة ترميمها من جديد! ويذكر أن دورة الحلايبية بالقرب من الباب الرئيسي لمزبلة مديونة شهدت تشييد العديد من المستودعات العشوائية على امتداد عقد من الزمن تحولت إلى معامل سرية لتخزين السلع ، خصوصا المهربة التي تنبهت لوجودها السلطات المحلية قبل مدة ليست بالقصيرة، كما أصبحت دورة الحلايبية ودوار اللوز فضاء يحتضن حيا صناعيا عشوائيا يجني منه أصحابه أرباحا خيالية بعيدا عن أعين مسؤولي الضرائب ولجان المراقبة ! هذا، وتحاول السلطات المحلية جاهدة وضع حد لهذه الفوضى العمرانية، لكنها تصطدم ، في كثير من الأحيان، ب «لوبيات» لا تتردد في الإساءة وتشويه المجال الطبيعي للمنطقة!