«كيف تصبح فرنسيا في خمسة أيام ومن دون معلم»... كتاب جديد للكاتب والصحافي جمال بدومة يحكي مغامرات طالب مغربي مفلس في باريس، يتعلم الحياة في مدينة الأنوار، بكثير من الانبهار والدهشة يحاول أن يجد لنفسه مكانا وسط بلاد تختزل كثيرا من الاستيهامات في مخيلة الشباب الحالمين بالهجرة، باسم لغتها وثقافتها تحكم أقلية بقية الشعب. كتاب ينتمي إلى جنس «التخييل الذاتي»، سبق أن نشرت حلقات منه في الصحافة المغربية، يتوسل بسخرية لاذعة في تشريح المجتمع الفرنسي والمغربي على حد سواء. الراوي يسمي نفسه جيرار لولاش، معترفا ب«جبنه» على امتداد هذه النصوص «الضاحكة»، وعلى الغلاف صورة من معرض الفلاحة في باريس تظهر فيها «بقرة» قرب برج إيفل... ما يجعل المؤلف يقول عن كتابه إنه قطعة من «جبن البقرة الضاحكة». على الغلاف مقطع من رسالة إلى بريجيت باردو: «هربت من الفهود والنمور ومن السباع والضباع ومن الثعالب والذئاب وبنات آوى، هربت من الأفاعي والعقارب والتماسيح، وودّعت الأكباش والإوزات والبقرات والأرانب والتيوس والحمامات، ولذت بك أيتها الجدة بريجيت، لا تتركيهم ينكلون بي هكذا أرجوك، باسم الدلافين والكونغورو والكوالا، باسم جدّنا الديناصور وجميع الطيور الناذرة والحيوانات المهددة بالانقراض، افعلي شيئا من أجلي، أعرف أنك تكرهين الأجانب، العرب على الخصوص. أنا أيضا أكره هؤلاء الوحوش، لأنهم يضربون إخواننا القطط، ويجوعون عشيرتنا من الكلاب، ويقتلون فلذات أكبادنا من الفئران والجرذان والسحليات والصراصير... ناهيك عن مجزرتهم الرهيبة، التي يروح ضحيتها كل عام، الملايين من أصدقائنا الأكباش والحملان البريئة، إنهم وحوش بلا قلب ونحن دجاجات مبللة ترتعش أمام ولاية الشرطة، إجعليهم يحسنون معاملتنا أيتها الجدة الطيبة. النجدة، النجدة. قق قوق قووق. هاو هاو هاو. مياو مياو مياوو...»