أفرزت بعض الإحصائيات العلمية، أن 9,4 مليون إصابة جديدة في العالم لداء السل لسنة 2011، و95% من الحالات المسجلة في الدول النامية و1,7 مليون وفاة كل سنة، أي بمعدل 4500 حالة وفاة في اليوم، بمعنى 03 وفيات كل دقيقة، 98% من حالة وفاة بها الداء تحصد الفئة العمرية ما بين 15 و55 سنة. أرقام رسمية تشير، أن المغرب يحتل الصف 32 عالميا على مستوى حالات الإصابة بهذا الداء، حيث يسجل سنويا ما لا يقل على 26000 حالة مصابة تتردد على 2600 مركز حضري وقروي عبر أنحاء المملكة، لتشخيص المرض من بين 300000 حالة مسجلة، بمعدل 80 مريض لكل 100000 نسمة، 70% من المصابين يتمركزون في المدارات الحضرية الأكثر كثافة سكانية، وبالأخص في المدن الكبرى مثل الدارالبيضاء، الرباط، فاس وطنجة، وأن المرض يصيب الرجال أكثر بنسبة 57% مقابل 43%من النساء، وتضيف الأرقام أن 10% من الأشخاص المصابين يتكتمون عن أمراضهم. وعلى مستوى مدينة فاس المحتضن لليوم الدراسي حول مكافحة داء السل، الذي نظمته العصبة المغربية لمحاربة داء السل تحت شعار «داء السل التحول من كافحته إلى التخلص منه »، دق المهنيون ناقوس الخطر، من حيث انتشار هذا المرض ونظرا للنسبة المرتفعة لعدد المصابين، جعل فاس تحتل المرتبة الثالثة بعد مدينتي الدارالبيضاء وطنجة، مما يدعو للقلق، ورفع مستوى التأهب للعمل والاشتغال لخفض هذه النسبة المتزايدة وهذا بالفعل ما دفع العصبة المغربية لمحاربة داء السل بشراكة مع وزارة الصحة تنظيم هذه الأيام التحسيسية والتعبوية بالمدينة الإدريسية، من أجل مغرب خال من مرض السل. هذا وقد تضمن برنامج اليوم الدراسي مجموعة من العروض والورشات، قام بتأطيرها نخبة من المختصين في المجال، همت الفترة التحسيسية والإستراتجية المتخذة لمحاربة هذا الداء، وطرق الوقاية منه، والمستجدات العلمية والتقنية في تشخيص مرض السل ومكافحته، من خلال مواضيع هامة تناولت «إشكالية داء السل في المدن الكبرى وخصوصياته »للدكتورة نعيمة بنشيخ الكاتبة العامة للعصبة، تلتها مداخلات الدكاترة السنتيسي وبزاد وعبيد، تمحورت حول علاقة إدماج داء السل في مكافحة الفقر وظروف تحسين وسائل الكشف المبكر عن هذا المرض. للإشارة، أن داء السل مرض جرثومي معد تسببه عصية السل أو عصية كوخ، وتنتقل العدوى باستنشاق الشخص السليم للقطيرات المنبعثة خلال عطس أو سعال أو بصاق المريض، وعلاجه ممكن، الشيء الذي أكدته المداخلات التي أجمعت، على أن الامتثال للاستشفاء من المرض ليس بالسهل الممتنع، بعد أن ذكروا بمسبباته وأوكار تعششه التي تنتعش بالأمية والفقر، إذ يتم القضاء عليه بسهولة قصوى إذا ما امتثل المصاب لوصفته الطبية خلال فترة ممتدة ما بين 6 و8 الأشهر، التي غالبا ما تكون مجانا، وخضع لمساعدة اجتماعية، معتبرا أن الوقاية خير من العلاج وهو الهدف النبيل الذي تسعى العصبة لتحقيقه وذلك بالمطالبة بتحسين المستوى المعيشي للمواطن، ومكافحة داء المناعة المكتسبة، حيث يعتبر هذا المرض من بين مسببات الوفيات في صفوف الحاملين لفيروس السيدا، كما يركز المهنيون على ضرورة التلقيح والخضوع لتشخيص المبكر وعلاج كل الحالات للحد من هذا المرض الذي حصد أرواح عديدة.