في إطار البرنامج البيداغوجي «أكاديمية الفنون»، تنظم مجموعة التجاري وفا بنك بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدار البيضاء الكبرى، معرضا بفضائه الفني أكتيا تحت شعار «فن وتربية»،وذلك في الفترة الممتدة ما بين 24 مارس و25 أبريل2011. حج إلى هذا المعرض عدد غير متوقع من الآباء رفقة أطفال لهم. كانت اللوحات المعلقة على جدران المعرض على اختلاف أحجامها وأوضاعها مثار الدهشة والتساؤل: هل صحيح لدينا أطفال في هذا المستوى من الإبداع والخلق؟ هل يعقل أن يُنجِز مثل هذه الأعمال الجميلة أطفال مابين الثماني سنوات والأربعة عشر من العمر؟ إن 120 لوحة المعلقة، لشاهدةٌ بهذا المعرض على مجهود البرنامج البيداغوجي الذي تدرَّج في تأطير الأطفال ذوي المواهب، من 30 طفلا ف 70 فصاعدا لتقول إن الفن التشكيلي بالمغرب بخير وهؤلاء الأطفال (من البيضاء) عين السبع-البرنوصي-الحي الحسني.. وحتى من المحمدية))، واعدون. هذا المستوى الجيد من الإبداع، الذي اعتمد شرط الموهبة والميول والخيال والإتقان،بعد رعاية وتكوين جهيدين،كان وراءه لجنة من المكونين والمتخصصين توزعوا إلى ثلاث خلايا إبداعية وهي الصباغة، الكتابة، والإبداع المعلوماتي. ففي مجال الفنون التشكيلية،هناك الفنان التشكيلي وأستاذ بمدرسة الفنون الجميلة عبد الرحمان بنانة. وفي خلية الوساطة الإعلامي ة(الاشتغال على الأعمال الفوطوغرافية،واستثمارالعمل التكنولوجي في الأعمال الفنية):الأستاذ شفيق. وفي خلية النقد الفني عبد الرحمان بنحمزة ،الفنان والناقد التشكيلي، وتعنى بقراءة في اللوحات التي يشتغلون عليها أو لوحات الفنانين الكبار. إن هذه التظاهرة-يقول الفنان التشكيلي ومدير مدرسة الفنون الجميلة عبد الرحمان رحول- في مستوى الحدث. أطفال في أعمار الزهور استمدوا إلهامهم من أعمال فنانين وازنين ينتمون إلى المجموعة الفنية التي تمتلكها مجموعة التجاري وفا بنك مثل حسن الكلاوي(المولود سنة 1924م) وفاطمة حسن (المتوفاة في مستهل سنة 2011) وآخرين فضلوا العمل على تيمات بكل تلقائية وحركية.وهذا يبشر بخير ويعد بالكثير.ولعل الأمل معقود على أن تسير مؤسسات أخرى على نفس النهج. إن جهودا متظافرة على مدار السنة لدعم مؤسسة التعليم العمومي لترسيخ التربية الفنية -يقول عبد الرحمان بنانة- هي التي أفرزت عصارة وأُكْل ما نشهده ونسمعه ونحس به من ارتياح واعتزاز اليوم،إن ما نصبو إليه من خلال مجموعة التجاري وفا بنك هو تنمية القدرة على الإبداع والخلق،وتكوين جمهور ذي ذائقة جمالية يستطيع تشكيل اللوحة، فهمها..استيعابها..وشراءها.إننا لم نذخر جهدا في العمل على توجيه هذا النشء،وتمكينه من رصيد معرفي تشكيلي بإطلاعه على تاريخ الفن التشكيلي المغربي والتركيز على فنانين مغاربة ضمن مجموعة التجاري وفا بنك،على شاكلة فاطمة حسن وحسن الكلاوي باعتبارهما طاقتين إبداعيتين،وأسلوبهما يندرج في إطار السهل الممتنع،وتدريبهم على أعمالهم الشهيرة وغير الشهيرة،والعمل على تمكينهم من مستلزمات الصباغة والتشكيل. والمنشود هو توسيع فعل هذه المحترفات في ظرف وجيز إلى عدد أكبر من المدارس العمومية بالدار البيضاء،موازاة مع الأكاديمية الجهوية في مجهوداتها لتعميم الفن وسط هذه الشريحة من المتعلمين،على أساس أنه هي المعول عليها في ما يستقبل من الأيام.