تنظم مجموعة "التجاري وفا بنك" بفضائها الفني "أكتيا" بالدارالبيضاء، معرضا فنيا خاصا بإبداعات تلاميذ المؤسسات العمومية تحت عنوان "فن وتربية". ويندرج هذا المعرض الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 25 أبريل الجاري، في إطار البرنامج البيداغوجي "أكاديمية الفنون"، الذي بادرت مجموعة التجاري وفا بنك بوضع أسسه منذ سنة 2008، بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدارالبيضاء الكبرى، بهدف دعم مؤسسة التعليم العمومي لترسيخ التربية الفنية لدى التلاميذ والمساهمة في اكتشاف مهاراتهم الفنية وتطويرها. وأوضح المنظمون أن البرنامج البيداغوجي "أكاديمية الفنون"، الذي يحتضنه الفضاء الفني "أكتيا" على مدى السنة الدراسية، يشمل ثلاث خلايا إبداعية هي الصباغة، والكتابة، والإبداع المعلوماتي. ويجمع المعرض أزيد من 100 رسم وإنجازات معلوماتية مثل الفيديو وفن التصوير، إلى جانب كتابات قام بها تلاميذ ينتمون إلى عدد من المدارس العمومية بالدارالبيضاء، وأطفال متعاونون بالمجموعة البنكية، سبق لهم الاستفادة من برنامج أكاديمية الفنون البيداغوجي في طبعته السابقة (2009 - 2010). ونوه الناقد الجمالي عبد الرحمان بنحمزة المشرف على خلية الكتابة، بهذه المبادرة التي تنظمها المجموعة منذ سنة 2008، مشددا على ضرورة الاهتمام والالتفات إلى المواهب الجديدة المبدعة، التي ما تزال بعض أعمالها تتراوح بين الغموض والتغييب، رغم أنها تتمتع بإمكانيات وقدرات كبيرة تنتظر تطويرها وصقلها، لترى النور وتساهم في تطوير الحركة التشكيلية وإزالة مظاهر الجمود والركود. وأضاف بنحمزة في حديث إلى "المغربية" أن مدينة الدارالبيضاء، خصوصا، والمغرب عموما، تزخر بمواهب ممتازة، وهناك كم هائل من المبدعين الذين أنجبتهم مختلف المدارس العمومية، التي تعتبر مشتلا حقيقيا للمواهب التي ستقول كلمتها في المستقبل، مشيرا إلى أن الفن التشكيلي أصبح من أهم محركات النهضة الثقافية والإبداعية والفكرية في العالم، كما أنه موروث ثقافي مهم يتطلب تفعيله وتطوير حركته ودعمه والاهتمام به، ليساهم فعليا في تنشيط الحركة الثقافية. وتتجه جميع مواضيع هذه الطبعة الجديدة من المعرض نحو الفن الحداثي، إذ أن بعض الأطفال استمدوا إلهامهم من أعمال فنانين وازنين ينتمون إلى المجموعة الفنية التي تمتلكها مجموعة التجاري وفا بنك منها أعمال لحسن الكلاوي، وفاطمة حسن، وآخرون اختاروا العمل بكل تلقائية وحركية. ويرنو المنظمون إلى توسيع فعل هذه المحترفات إلى عدد أكبر من المدارس العمومية بالدارالبيضاء، بموازاة مع مجهودات الأكاديمية الجهوية لتعميم الفن وسط هذه الشريحة من التلاميذ، باعتبارهم فناني الغد.