يحل يوم الحادي عشر من شهر أبريل، فريق من المجلس الأعلى للحسابات للنظر في «الانحدار» الذي وصلت إليه العاصمة الاقتصادية على مستوى التسيير الجماعي، وأيضاً من أجل النظر في ملفات الاختلالات التي طفت على السطح مؤخراً، والتي أدت إلى تراجع مداخيل المدينة على المستوى المالي، وهو ما يجعلها تحقق فائضاً ضعيفاً، يعادل فائض جماعات قروية هامشية في جغرافيا المغرب! «صحوة» المجلس الأعلى للحسابات، وإن جاءت متأخرة كثيراً ، وإن صح التعبير، جاءت عقب الضغط الجماهيري الذي يندد في كل مناسبة، بتدني التدبير البيضاوي، والانتقادات التي يواجهها هذا التدبير من أعضاء المجلس وأيضاً من سلطات المدينة، ستجعل «الفريق» يقف على عدة ملفات، كما علمنا ذلك من بعض المصادر، منها أساساً مسألة أكرية المرافق التجارية والمقاهي الكبرى التابعة للجماعة ، على الأقل، ما ظهر من أرقامها الكارثية. فمثلا «مطعم السقالة»، المقابل لمشروع «لامارينا» بمقاطعة سيدي بليوط ،أضخم مشروع في المغرب، كشفت الوثائق بأن سومة كرائه لاتتعدى مبلغ 750 درهما شهرياً، ويقول البند الثالث من العقدة بين الكاري والجماعة بأن عملية مراجعة هذه السومة لن تتم إلا بعد عشر سنوات، ليضاف للسومة الأصلية 5% ، أي 35 درهما لمدة 30 سنة! وكانت عملية تجديد العقدة مع المستغل لهذا المطعم، قد أشرف عليها يوسف العلوي الرئيس السابق لمقاطعة سيدي بليوط، بطريقة ملتوية ومنفردة ، دون الرجوع الى جماعة الدارالبيضاء أو حتى إلى مجلس مقاطعة سيدي بليوط. كشفت الوثائق أيضاً، أن فضاء «الغابة الخضراء» المتواجد بمنطقة مولاي رشيد، والذي يضم مقهى وملاعب وقاعتين للأفراح وقاعات أخرى ، مكترى لمدة 30 سنة بمبلغ 8500 درهم، وجدد عقده ساجد مؤخراً لتصل السومة الكرائية الى 9500 درهم فقط، في الوقت الذي تدر فيه قاعتا الأفراح 4 ملايين سنتيم أسبوعيا على صاحبه. والخطير في الأمر أن الربط بشبكة الماء والكهرباء هو على نفقة الجماعة الحضرية للدار البيضاء. الوثائق أظهرت ، أيضاً ، أن مستغل محطة البنزين إفريقيا بمنطقة سيدي عثمان وضع يده على 8000 متر مربع، لجعل هذا «السطاسيون» مطعماً ومقهى بمرافق مصاحبة، في الوقت الذي يجب أن يستغل فيه فقط 3000 متر مربع، وهو نفسه مستغل محطة البنزين المتواجدة بالقرب من سوق الجملة، والتي شيد فيها قاعتين للأفراح، كما شيد أخرى داخل ملعب تيسيما. مقهى «البرّاكة»، كذلك ، من المرافق التي استفادت من قرار جبائي يهم استغلال ملك عمومي بمساحة 300 متر مربع من أجل نشاط رياضي ليتحول الى استغلال لمئات المترات المربعة مع نشاط تجاري جد مربح، علما بأن المستغل عضو بمجلس المدينة ، شأنه شأن مستغل «الغابة الخضراء»، وعلما أيضاً بأن تصميم التهيئة لا يوجد فيه هذا المرفق أساساً! الأسواق النموذجية ومداخيلها، ستكون من أهم الملفات التي سيباشرها فريق المجلس الأعلى للحسابات، خصوصا وأن الشركة المشرفة أحجمت عن أداء ما بذمتها منذ سنة 2006 وتقدر ديونها ب 800 مليون سنتيم. هذا إضافة الى ملفات أخرى كالمحطة الطرقية «أولاد بنكيران» ونادي «»بارادايز» الذي يستغله رئيس فريق الوداد البيضاوي، وغيره من المرافق الأخرى، التي ستكون محط اهتمام المجلس الأعلى، الذي لم يظهر تقريره الأول حول الدارالبيضاء الى حدود الآن!