حمل أحد المواطنين من ساكنة مقاطعة عين الشق طفلته «ملاك» ذات السنتين و4 أشهر إلى مستشفى السقاط يوم الجمعة 18 مارس 2011، وهي في حالة غيبوبة، حسب ما صرح به والدها للجريدة. فلم يجد إلا بعض الأطباء الداخليين الذين أخذوا من الوقت الشيء الكثير، ما يقارب 30 دقيقة في التشاور فيما بينهم بشأن كيفية إسعاف الطفلة، وذلك في غياب طبيب مختص في هذه الحالات. حالة الطفلة ازدادت سوءا وبلغت درجة حرارتها 40 . بعد ذلك أعطى أحد الأطباء أمرا إلى ممرضة بتقديم حقنة «فاليوم» للطفلة دون إجراء أي فحص أو تحليل لحالتها، يتابع الوالد. لم يكن الطبيب بعيدا عن المستشفى، بل كان أمام مدخله، وبعد التعرف على مكانه قصده والد ملاك ، وهو في حالة هستيرية خوفا على طفلته من الضياع أمام عينيه، طالبا منه الكشف عن حالة ابنته والاهتمام بها حتى تخرج من وضعها الحرج. حين اقترب الطبيب من الطفلة ملاك وجدها وقد بدأت تتحرك خصوصا أن أحد أفراد عائلتها قد مسح وجهها بالماء بعد أن رشها به. أول رد فعل للطبيب كان هو «هاذي هي الغيبوبة» ثم انصرف وعاد إلى المكتب، الذي يجتمع فيه عادة الأطباء، دون أن يبدي أي اهتمام بالطفلة وحالتها مكتفيا بالقول «خذ البنت ما عندها والو»! ويضيف والد الطفلة أنه ما لبث أن غادر هذا الطبيب مكان وجود الطفلة حتى عاودت الحالة ابنته، فلم يجد بدا من حملها بين يديه، إلى مصحة الضمان الاجتماعي بالحي الحسني المختصة في الأطفال. وفي الطريق صادف طبيبا تربطه به علاقة وسبق أن فحص ملاك ، نزل من سيارته وكشف على الطفلة وطلب من والدها الإسراع بها إلى قسم المستعجلات فحالتها لا تتحمل التأخير. بوصولها إلى قسم المستعجلات بالحي الحسني نقلت على الفور إلى قسم العناية المركزية، حيث قدمت لها الاسعافات الأولية. لكن الطبيبة المشرفة على حالتها ألزمتها بالبقاء في قسم العناية ، حيث بقيت ملاك 3 أيام بهذا القسم خضعت خلالها لمتابعة طبية مركزة أخرجتها من الوضعية الصحية الحرجة، وقد كلف هذا المسار الوالد ميزانية مهمة. وبينما والد «ملاك» يحكي للجريدة ، قصته هذه، إذا بمواطن آخر ، يتصل بنا لسرد تفاصيل معاناة مشابهة . هو عون سلطة بإحدى ملحقات مقاطعة عين الشق، حمل ابنه ذا السبعة أشهر إلى المستوصف الموجود بحي الشريفة بعد أن ازدادت حالته الصحية سوءا. الطبيبة الموجودة هناك ، ولخطورة الوضع، كتبت رسالة وأغلقتها وطلبت منه نقله على وجه السرعة إلى مستشفى السقاط، وهوماقام به، إلا أنه عندما عرض ابنه على الطبيبة وبعد فحص عيني، كتبت له وصفة دواء وأخبرته أن طفله لا يعاني من أي سوء ، فقط عليه أخذ أدوية وسيصبح «لاباس»! بعد العودة إلى البيت أخذ ما في الوصفة من الأدوية واستعملها للطفل، اعتقد والداه أن الأمر انتهى لكن ما هي إلا ساعة حتى ظهرت أعراض مخالفة واشتدت الرعشة على الطفل. فلم يجد والده بدا من حمله ليلا إلى مصحة الحي الحسني «الضمان الاجتماعي»، ليتفاجأ بعد الفحوصات الأولية أن التأخير في تقديم العلاجات الأولية تسبب لهذا الطفل الصغير في «المينانجيت» ليدخل العناية المركزة مدة ستة أيام، وحتمت وضعيته البقاء بهذه المصحة مدة 16 يوما! هذا، وقد وضع والد الطفلة ملاك شكاية لدى وكيل الملك بابتدائية الدارالبيضاء ، وشكاية لدى مندوبية وزارة الصحة بالعمالة الطبية بعين الشق، ويعتزم، حسب تصريحه، خوض كل الطرق الاحتجاجية القانونية في أفق «تحسين» أساليب المعاملة مع المرضى، خاصة منهم الأطفال الصغار الأكثر عرضة للأمراض!