لا وقت للبحر لكي يتحدث مع الرمل: مأخوذ دائما بتأليف الموج أدونيس أولد عند كل رفة بحر، بعضي يسافر في سلسبيل حلمك، وبعضي الآخر تسلمه أمواجُك إلى شواطئ الواقع، أيها الواحد المتعدد في ترانيم عزفك في طحالب فوضاك في وشوشات محارك. في احتمالات لازوردك. لا أريد لعيني أن تسبح في موج غير موجك، لا أريد لأناي ان تستبطن ذاتي إلا في غورك، لا أريد لعيني أن تبصر وجهي إلا في مرآتك، لا أريد لخلاياي أن تحيا إلا من بلورات مائك، لا أريد لحنيني أن يشتعل إلا في حوض ذاكرتك، عريك علمني سفر الأقاصي، كنه المستحيل، لذة المجهول، مدارات الحلم، انكسار الزمان في جسد المدى، يا لغة في غورها خبأت ذاكرة جسدي، في كثافتها تتناسل شهوتي، وبين صخورها يرتطم صمتي. شيخ أنت أنهكته الشكوى، شذبته الحكمة، وفضحه التيه. يا جرحا في خاصرة الكون، ومنتهك عرض الأرض، وإن سافرت في الأعماق، فذكرى أول شهوة تغريك كي تعود لحضن البر، على أديم مرآتك تتفتق زهيرات النجوم، وتغرق غيوم اليأس، يا ثوبا منسوجا من طحالب الخوف نفترشه ولا نلبسه، يا بيتا من فيض نلوذ به ولا نسكنه، وإن سكناه صاح: «هذي نطفتي ردت إلي».