بعد الوقفات الإحتجاجية لأبناء المتقاعدين الفوسفاطيين الذين تعرضوا للهجوم الوحشي يوم الثلاثاء الأسود، وبحضور الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية وهيئة الدفاع أمام محكمة الإستئناف والإبتدائية يومي الخميس والجمعة الماضيين, والشعارات المرفوعة والإحتقان الإجتماعي الذي عرفته المدينة، والوقفة الإحتجاجية التاريخية للمحامين الذين رفضوا طريقة تقديم المعتقلين والذين أصدروا بيانا في الموضوع. ونظرا للضغط النفسي تعرضت 18 حالة للإغماء,و قررت النيابة العامة إطلاق سراح المعتقل القاصر( العسراوي) يوم الخميس مساء وباقي المعتقلين بنو الدهاج بدر الدين، ياسين حمراني، رضوان عرمرم ويونس عظمي يوم الجمعة ليلا. كما اعتقل الأمن العمومي عضوين من العدل والإحسان محمود هلال بيك ومحمد كبار.ونظمت جماعة العدل والإحسان وقفة احتجاجية أمام مفوضية الأمن بالمدينة. مباشرة بعد الإفراج عن المعتقلين الأربعة في تلك الليلة القارسة يوم الجمعة، رفعت شعارات النصر، بعدها عقد عامل الإقليم لقاء تواصليا مع الهيئات السياسية والنقابية الداعمة بحضور ممثلي المعتصمين وآباء المعتقلين المفرج عنهم والكاتب العام للعمالة ووالي الأمن بجهة الشاوية ورديغة ورئيس الشؤون الداخلية والمدير المحلي للمكتب الشريف للفوسفاط... تدخل عامل الإقليم الذي تأسف للأحداث الدموية وأكد أن المدينة في حاجة إلى كل أبنائها وأنه التزم بكل وعوده التي قدمها للمعتصمين وللهيئات, وأضاف أنه سيسهر شخصيا على التشغيل بتنسيق مع الإدارة المحلية للفوسفاط... كما تدخلت الهيئات السياسية : الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والحزب الإشتراكي الموحد والعدالة والتنمية وجبهة القوى الديمقراطية وحزب الإستقلال والهيئات النقابية, منها الفيدرالية الديمقراطية للشغل, حيث أكد الجميع على الاستفادة من دروس الأزمة والتوتر الذي عرفته المدينة وعلى تشغيل أبناء المتقاعدين وكل أبناء المنطقة وعدم متابعة المعتقلين المفرج عنهم وإطلاق سراح المعتقلين بعد إستكمال المسطرة الإجرائية... وكم كانت تدخلات آباء المعتقلين صادمة وخاصة اعترافهم بالتعذيب الذي تعرض له المعتقلون في مخفر الشرطة، بل إن أحد الأباء قدم صورا لإبنه المعتقل السابق وجسمه ينطق بالتعذيب الوحشي ، ذلك الأب / الأستاذ الذي وصف رجال الأمن بالجبناء وأنه سيتابعهم قضائيا، علما أن أبنه تلميذ/ قاصر. كما صرح الأباء أنهم متقاعدون من الفوسفاط وأفنوا شبابهم خدمة للفوسفاط والإقتصاد الوطني وساهموا في تحديث القطاع ، ولم ينالوا منه سوى الأمراض و»الحكرة» والتهميش دون مراعاة مطالبهم الإجتماعية وخاصة تشغيل أبنائهم وفق المادة 6 من القانون المنجمي للفوسفاط. كما عبر ممثلو المعتصمين عن تشبثهم بحقهم في الشغل وأكدوا مرة أخرى أنهم غير مسؤولين عن الأحداث التخريبية. بل أنهم مستعدون للمساهمة في التنمية المحلية...