بإمكانيات تقنية ومادية جد بسيطة في فضاء يحيط به الكثير من اللامبالاة وعدم التشجيع و التحفيز.. استطاع الفنان و المخرج الشاب حمودة الملولي، ابن مدينة أزمور، أن يشق طريقه في علام الفن السابع... حافزه في ذلك العشق والولع بعالم الصورة و الشاشة منذ الصغر، بالرغم العائق البدني، الذي لم يزده إلا تشبثا وركوب التحدي من أجل ترجمة هذا الحب، التي كان من ثمراتها العديد الأعمال الفنية و المشاركات في تظاهرات ومهرجانات سينمائية.. آخرها المهرجان الدولي للسينما والفن لذوي الاحتياجات الخاصة بمصر. فيما يلي لمحة موجزة من تفاصيل العشق ومساره الإبداعي من خلال الحوار التالي. p ممثل شاب وطموح استطاع لفت الانتباه واختراق عالم التمثيل من بابه الواسع، هل يمكننا معرفة بداياتك في عالم التمثيل و السينما؟ n البداية في مجال السينما كانت كأي مبتدئ هاو للسينما في مدينة تفتقر لفضاءات يمكن من خلالها للشباب كشف مواهبهم و هواياتهم.. لكن دائما يكون هناك أشخاص حاملين لمشعل التفاؤل، و من بينهم الأخ هشام بنيس، و هو مخرج أزموري، الذي اشكره، في فيلم قصير عنوانه "ومن بعد" الذي حظيت فيه بدور البطولة، آنذاك اكتشفت أني قادر على مواصلة هذا المسار رغم الظروف الخاصة و العامة التي كانت تحول دون إتمام مثل هذه الأعمال الفنية، لكن رغبتي جعلتني أن يكون لي الشرف أن أقوم بعمل ثان رفقة أبناء مدينتي، و الذي لعبت فيه كذلك دور البطولة تحت عنوان "أحلام بالمجان" للمخرج محمد الخضري. p ما هي أول تجاربك في هذا مجال؟ n بدأت الفكرة مع بعض الأصدقاء الذين يحملون نفس الهم هو التعبير عن الواقع الذي نعيشه سواء كان بالسلب أو بالإيجاب، فقمنا بتأسيس نادي بدار الشباب اسمه "نادي المواهب للمسرح والسينما، والذي شاركنا باسمه في مهرجان مسرح الشباب الذي حصلت فيه على جائزة أحسن ممثل في دورته الثانية، ومشاركتي في الفيلم الأمريكي "المرأة الفاضلة"، من هنا أردنا النهوض بهذا المجال و هو السينمائي والذي كان سببه هو العمل الجمعوي الذي أصبحت جزءا منه. بعد تأسيس النادي نضجت الأفكار إلى أن تم تأسيس جمعية المواهب للثقافة والتنمية بدار الشباب، فاخدت على عاتقي كتابة سيناريوهات من واقعنا المعيش من مدينة أزمور "المنسية" ..، لكن حاجتنا لوسائل التصوير و المونتاج جعلنا نلتجئ لدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أشكرها، فاستفدنا من دعم كاميرا و حاسوب.. هذا الدعم سهل علينا العمل شيئا ما بعد أن كنا نقوم بالتصوير فقط بهواتفنا النقالة. p ما هي الارتسامات على تجاربك الأولى؟ n تجاربي كما ذكرت، هي تجارب مبتدئ في مجال يحتاج كثيرا للإمكانيات، لكن مع عدم وجود هذه الإمكانيات يمكن أن أقول بأنها أعمال سينمائية ذات أفكار عالية ومواهب محترمة، لأنها حظيت بإعجاب كبير ومشاهدات كثيرة من طرف المتتبعين داخل الفضاء الأزرق، والتي اكتشفت بعد أنه لا ينقصها سوى إمكانيات تغير اتجاه العمل من عمل هاو إلى عمل احترافي.. مع العلم إني شاركت بها في مهرجانات وطنية. p هل سبق أن شاركت في ملتقيات أو مهرجانات سينمائية؟ n تم عرض مجموعة من الأفلام القصيرة في عدة مهرجانات ومناسبات داخل مدينة أزمور وخارجها من ضمنها الملتقى العربي لسينما ذوي القدرات الخاصة بالمنزه عمالة الصخيرات التي حصلت فيه على جائزة أحسن إخراج عن فيلم "شكرا لله»، مهرجان الفيلم التربوي بفاس لتمثيل ثانوية ام الربيع بفيلم "مابعد العاصفة"، قيام بجولة سينمائية بالمؤسسات التعليمية لمشاهدة الأفلام ومناقشتها مع التلاميذ، ناهيك عن عرض الأفلام بالمناسبات والمخيمات الصيفية. p ما هي مواضيع التي تختارها في أفلامك، ولماذا تركز على أفلام توعية تحسيسية؟ n فيما يخص مواضيع أولى التجارب كانت متنوعة منها توعية تحسيسية اجتماعية، ولحد الآن نسير على نفس الطريق... ،يتم اختيار هذه المواضيع بالذات انطلاقا من الواقع المعيش الذي يعيشه الشاب الأزموري، خاصة والشاب المغربي عامة. p ماذا عن المهرجان الدولي للسينما والفن لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تستضيفه جمهورية مصر؟ n تمت دعوتي لمهرجان مصر نظرا لاهتمامي بهذه الفئة، أي ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنا واحد منها، وهذا فخر لي كشاب ابن مدينة أزمور أن أحظى بتمثيلها بمهرجان دولي بدولة مصر.