بعد إضراب عن الطعام دام قرابة الشهرين، ووقف للأجر مستمر لما يقرب من الخمسة أشهر، وفي تخل تام من الجميع، نقابات، ومنظمات مدنية، وكثير من وسائل الإعلام والاتصال، يواصل الدكتور عبد الرحيم حزل منفرداً بنفسه الأبية التي لا تنام على الضيم، وجرأة عودنا عليها في ترجماته من تلك المؤلفات التي قلبت كثيراً من تصوراتنا عن تاريخ المغرب، والبالغة خمسين مؤلفاً تفتخر بها الخزانتان المغربية والعربية، يواصل نضالاته، التي ابتدأها بالاعتصام أمام رئاسة جامعة القاضي عياض بمراكش، فالإضراب عن الطعام، فالإقبار في دهاليز خزانة كلية آداب مراكش. فآخر فصول المحنة التي ابتُلي بها الدكتور عبد الرحيم حزل أنه أُجبر، بتواطؤ من النقابة الوطنية للتعليم العالي بمكتبيها الوطني والمحلي في مراكش، على التوقيع على التزام أول بتدريس مادة الترجمة لكافة المستويات الدراسية بالكلية. وهو الالتزام الذي لقي الرفض من عميد كلية آداب مراكش عبد الرحيم بنعلي، متوعداً ممثلي النقابة أن «يتكرفس» على الدكتور حزل، ويتركه «معلقاً». ثم اجتمع المكتبان النقابيان والعميد بالنيابة، وفي تغييب سافر للدكتور حزل، لتدبير التزام آخر، دفعوا به إلى الدكتور عبد الرحيم حزل لتوقيعه، وليكون توقيعه عليه شرطاً لتمكينه من الأوراق التي يسترد بها أجره ويعود إلى عمله. وهو التزام يقضي بقيام الدكتور حزل ببعض المهام الإدارية والتدريسية «عند الاقتضاء». وهو ما يعني، حسب المتتبعين لصراع الدكتور عبد الرحيم حزل مع العميد بالنيابة عبد الرحيم بنعلي، طرداً سافراً للدكتور حزل من التدريس، وإقباره في قبو خزانة الكلية حيث اعتاد العميد بالنيابة بنعلي أن يزج بمعارضيه من خيرة الدكاترة. ثم كانت مفاجأة الدكتور حزل ساحقة ماحقة، حين اكتشف للشهر الخامس على التوالي أن أجره لا يزال موقوفاً، وأن جدول الموظفين الذي ينبغي أن يُرد إليه اسمه قد توعد العميد بالنيابة عبد الرحيم بنعلي بالامتناع عن إرساله إلا في آخر السنة الجارية، بما يقضي على الدكتور عبد الرحيم حزل بالبقاء موقوف الأجر سنة كاملة ونصف السنة. وما هذا إلا الفصل الأول من المجزرة التي يتعرض لها الدكتور عبد الرحيم حزل على يد العميد بالنيابة عبد الرحيم بنعلي... وأما الفصل الثاني، الذي يريد به السيد العميد بالنيابة ذبح الدكتور عبد الرحيم حزل، فهو إلزامه بالحضور اليومي إلى خزانة الكلية. لأي شيء؟ للقيام بما يسميه عملاً إدارياً، ويتمثل في إنزال أحط أنواع الإهانة بالدكتور حزل بتكليفه بإدخال بيانات بحوث الإجازة في الحاسوب !!! عمل تربأ به حتى الكاتبة المبتدئة. والويل للدكتور حزل إن هو غادر كرسيه ليأتي بكأس ماء من مقصف الكلية. فالعميد بالنيابة، الذي لا يعرف له أحد في طول البلاد وعرضها ولو مقالاً بحجم الكف، لا يريد للدكتور عبد الرحيم حزل، كبير المترجمين العرب، وصاحب ما يزيد عن خمسين كتاباً، أن يتهاون في عمله، وإلا كتب به التقارير التي أصبح مختصاً في تدبيجها ضد الدكتور حزل. ولابد لنا ههنا من إبداء جملة ملاحظات، من شأنها أن تفضح للقارئ هذا الانتقام السافر الذي يتعرض له الدكتور عبد الرحيم حزل من طرف عميد بالنيابة له معه حسابات سابقة من الصراع لإحقاق الحق والانتصار للكرامة، من يوم كان عبد الرحيم بنعلي من حاشية العميدة السابقة وداد التباع؛ صراع بلغ إلى التلاسن بين الرجلين والاشتباك بالأيدي في واقعة يشهد عليها سائر موظفي الكلية، من غير أن تتدخل الإدارة يوم ذاك للتحقيق في الواقعة... بل تركتها كالقنبلة الموقوتة ليكمل بها عبد الرحيم بنعلي، العميد بالنيابة الحالي، فصول الجريمة التي يحيك حبائلها للدكتور عبد الرحيم حزل، من يوم استقدمته العميدة السابقة من الرباط، واضطرته إلى الانتقال وأسرته إلى مراكش، وتكبيده الخسائر المادية والمعنوية الثقيلة، ثم التخلي عن وعدها له بتمكينه من المنصب المستحق له، بل الامتناع عن مجرد تمكينه من التنقيط السنوي كسائر الموظفين، مما أضر بالدكتور عبد الرحيم حزل في الترقية الإدارية لثلاث سنوات كاملة. هذا كل ما ربح الدكتور عبد الرحيم حزل من انتقاله من عمله في الرباط إلى كلية آداب مراكش... لا بل ربح الآن عملاً بخزانة الكلية... تستنكف منه حتى الكاتبة المبتدئة. ولابد ههنا من الإشارة إلى جملة خروقات إدارية ارتكبها عبد الرحيم بنعلي، العميد بالنيابة، في حق الدكتور عبد الرحيم حزل، وكثير من موظفي كلية آداب مراكش: - أولاً: أين سمع العميد بالنيابة عن موظف في الوظيفة العمومية يحصل على الدكتوراه فيطلب الانتقال من وظيفته الإدارية، ويلتحق بالتعليم العالي ليشتغل بالتدريس ويستفيد من الوقت الذي يوفره له التدريس لاستثماره في البحث العلمي، ثم يأتي العميد بالنيابة فيعيده إلى الإدارة، ويكلفه بعمل الكاتبة؟ إنها سابقة اجترحها العميد بالنيابة، ويستحق عليها براءة الاختراع؟ - ثانياً: العميد بالنيابة، عبد الرحيم بنعلي، يعلم أن الدكتور عبد الرحيم حزل التحق بكلية آداب مراكش سنة 2011، بصفة المدرس، وأنه عمل بالتدريس بهذه الكلية طوال خمس سنين (مثلما عمل بالتدريس قبلها لست سنين بكلية آداب عين الشق بالدار البيضاء)، درّس خلالها لمستويات الإجازة والماستر (ولو كان يمكن أن تدلي العميدة التي استقدمته بشهادة لأكدت أنها طلبته لأجل سد الخصاص الحاصل في تدريس الترجمة وعلوم الترجمة بكلية آداب مراكش)، ولا يزال الدكتور عبد الرحيم حزل يحتفظ باستعمالات الزمن الخاصة بتلك السنوات، وعليها طابع الكلية، ويحتفظ بأوراق الطلبة الخاصة بما كان يجري لهم من فروض وامتحانات. ويحتفظ بشهادات منوهة بعلمه وأخلاقه من بعض رؤساء الشعب التي درّس لها. بل إن الدكتور عبد الرحيم هو من رشحته العميدة السابقة لتأسيس ماستر اللغات والثقافات بحوض البحر الأبيض المتوسط والمغرب العربي، وقد كان سيكون سابقة مرموقة في الماسترات المغربية والعربية، لولا أن تكالبت عليه شرذمة من أعداء الثقافة والعلم من داخل كلية آداب مراكش. والدكتور عبد الرحيم حزل هو من رشحته العميدة السابقة الكلية سنة 2012 لتقديم أشغال التظاهرة الخاصة ب «الكتاب والترجمة»، وقدم خلالها بفندق الميريديان بمراكش ترجمته لكتاب إدمون كاري الشهير «كيف نترجم؟»، وترأس لجنة تحكيم مسابقة الطلاب الترجمية، وكلها حقائق لا تزال لها آثار توثقها في الصحافة الورقية والإلكترونية والتلفزية... فهل أحرز الدكتور عبد الرحيم حزل على عهد العميد بالنيابة الحالي، كل هذا التقدم، ليصير، من بعد كل هذه التجربة وهذا العطاء، كاتبة ترقن بيانات بحوث الإجازة على الحاسوب؟ - ثالثاً : هل بهذا السلوك الانتقامي السافر يخدم العميد بالنيابة عبد الرحيم بنعلي كلية آداب مراكش التي منحته هذه المسؤولية، فيقضي بالإقبار على الدكتور عبد الرحيم حزل صاحب الدكتوراه الوحيدة في علوم الترجمة بالمغرب، وخمسين كتاباً مترجماً؟ هل هكذا تشجع إدارة كلية آداب مراكش الطاقات الخلاقة على البذل والعطاء، وترعى مصالح الطلبة الذين هم أحوج ما يكونون إلى علم الدكتور عبد الرحيم حزل في مجال اللغات والترجميات؟ - رابعاً: ألا يشكل هذا السلوك الرجعي، السلطوي، الانتقامي البغيض ضربة قاتلة لرئاسة جامعة القاضي عياض، التي وضعت عبد الرحيم بنعلي في منصب العميد بالنيابة، فإذا سيرته في هذه الكلية لا تعدو عن حروب وصراعات مجانية، صارت الكلية بسببها وبسبب تهور عميدها بالنيابة عبد الرحيم بنعلي لا تخلو من سيارات رجال الشرطة وسيارات الإسعاف. ولعل من أبرز الشواهد على ما نقول تعرض العميد بالنيابة عبد الرحيم بنعلي بالضرب المبرح لمسؤولة البرمجة بالكلية السيدة المحترمة آمنة القرطبي، ما استدعى نقلها في حالة غيبوبة إلى المستشفى، وهي الواقعة التي تناقلتها مواقع الاتصال الاجتماعي، ولا تزال ماثلة على اليوتوب. وأخيراً، فإلى متى تظل رئاسة جامعة القاضي عياض، وتظل من فوقها وزارة التعليم العالي مكتوفتي الأيدي، أمام هذه العنجهية السافرة من عميد كلية آداب مراكش بالنيابة عبد الرحيم بنعلي، وكيف لا تتدخل الجهتان لحل هذه المشكلة المفتعلة، لرد الأمور إلى نصابها، وإعادة الدكتور حزل إلى قسمه وإلى طلبته وأبحاثه، قبل أن يتطور الصراع بين الخصمين إلى ما لا تحمد عقباه؟ وكيف لا، والدكتور حزل يتكبد الشهر الخامس دون أجر، ويُكره على الحضور اليومي إلى كلية تمنعه أجره، ويصير عميدها بالنيابة على عدم تمكينه من التنقيط الإداري، وهو الذي قد وقّع ورقة تشهد بأن الدكتور حزل كان لا يزال يعمل بالكلية حتى موسم 2016، ومكن الدكتور حزل من شهادة للعمل تؤكد أنه لا يزال يعمل بهذه الكلية إلى اليوم، مما يلزم عميدها بالنيابة بتمكينه من ورقة التنقيط المستحقة له؟