تشكل الولادة حدثا يثير مخاوف المقبلات على الوضع، لما يصاحبها من تغييرات فيزيولوجية وأمراض تظهر خلال مراحل تكون الجنين، قد تودي بحياة الحامل وسط مجتمع مازال يؤمن بزيارة الطبيب حتى الأيام الأخيرة قبل الوضع، دون الحاجة إلى متابعة صحة الجنين والحامل طيلة 9 أشهر. ويعتبر مرض الرجاج أو (ECLAMPSIE)أحد أخطر مضاعفات الحمل التي تهدد حياة المرأة الحامل وسلامة الجنين ونموه الطبيعي، و غالبا ما يتم ربطه بالصرع عند بعض العائلات، فيتم اللجوء إلى «الفقيه» قصد العلاج، علما بأن حالات كثيرة تلقى حتفها قبل الوصول إلى مراكز صحية، وذلك بسبب غياب معطيات أو دراية ب»تسمم الحمل»لدى غالبية النساء . و الإكلومبسيا أو «الرجاج»هو ارتفاع الضغط الدموي لدى المرأة الحامل عن 140/90 مليمتر زئبقي، مع ظهور البروتين في البول بنسبة كبيرة وزيادة في الوزن، ويؤكد الأطباء أنها مضاعفات تؤثر على صحة الأم وعلى نمو الجنين، مضيفين أن أعراضا أخرى تصاحب بداية المرض، كآلام الرأس و»الدوخة»، مما يفرض التوجه إلى أقرب مركز صحي عند ظهورها . وتصاحب الحوامل المصابات بالرجاج تشنجات عصبية حادة، ما قد يدفع الطبيب إلى إجراء عملية ولادة قيصرية رغم الخطر الذي يهدد حياة المولود، حرصاً على حياة الأم، مع العلم أن نسبة حدوث المرض تزداد كلما تقدم عمر المرأة المقبلة على الوضع، حيث أن الحوامل بعد سن 40 هن الأكثر عرضة للإصابة به. و يحتاج تشخيص مرض الإكلومبسيا، بحسب الأطباء المختصين ؛ إلى فحص سريري شامل من خلال قياس ضغط الدم ونسبة تركيز البروتين في عينة البول، بالإضافة إلى تحاليل مخبرية للدم ولأنزيمات الكبد التي عادة ما تكون مرتفعة، مصحوبة بانخفاض حاد في الصفائح الدموية. ويعتبر البعض أن أخطار مرض الرجاج محدودة وقليلة، لكنها قاتلة في الوقت نفسه، فالمضاعفات الصحية الناجمة عنه تصنف ما بين الخطيرة، كالإصابة بنزيف حاد والفشل الكلوي وتشجنات عصبية شبيهة بتلك التي تطال مرضى الصرع، والبسيطة التي تختفي بعد مدة وجيزة من الزمن، من قبيل آلام الرأس أو الإحساس بالدوران، إذا ما تم إخضاع الحامل للراحة واتباع الأدوية لضبط ضغط الدم ..