يسلط عبد اللطيف جسمي، أخصائي أمراض النساء والتوليد، الضوء على مرض السكري وتأثيره على المرأة الحامل من خلال ثلاثة محاور، سنتناول منها، في البداية، أسباب الإصابة بمرض السكري وفي المحور الثاني سكر الحمل، أما المحور الثالث فنخصصه لمرض السكري السابق للحمل. -من الثابت طبيا أنه معدل السكر في الدم قد يزداد إذا تعرض الإنسان لضغوط أو توترات عصبية شديدة أو التهابات شديدة أو بعد العلاج بجرعات مكثفة من الكورتيزون أو خلال الحمل. وقد يختفي هذا الارتفاع في سكر الدم بعد فترة من زوال المؤثر الخارجي، لذا فإن الحمل نفسه عامل من هذه العوامل التي تساعد على ظهور السكر لمن لديهن القابلية لذلك أثناء حملهن. ويظهر ثلثا سكر الحمل في الحالات الآتية: -إذا كانت هناك «سابقة» في العائلة، خاصة إذا كان أحد الوالدين مصابا بمرض السكر، -إذا كانت لديهن ولادة سابقة لأطفال بأحجام وأوزان كبيرة. التنظيم العائلي -إذا كان هناك مشاكل تهم الحمل الحالي: زيادة وزن الجنين وزيادة كمية السائل الأمينيوني المحيط بالجنين أو ظهور سكر في البول أثناء الحمل أو إذا كانت المرأة سمينة ( CMI 25Kg/m2). حيث إن هناك ثلث المصابات بسكري الحمل لا توجد مسببات لإصاباتهن. فقد تم اقتراح تعميم التشخيص عند جميع النساء الحوامل، لكن جل الهيآت الصحية لم تأخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار، نظرا إلى ضعف المردودية مقارنة بالمصاريف. كيف يتم التشخيص؟ يتم التشخيص بفحص الدم في الشهر السادس، وهناك طريقتان لإجراء هذا الفحص، طريقة «ossulivan» وطريقة المنظمة العالمية للصحة. ما هي مضاعفات سكر الحمل؟ يُلحّ الأطباء على ضرورة تشخيص سكري الحمل وعلاجه، لتفادي المضاعفات التي تهُمّ الأم، بظهور ارتفاع الضغط الدموي واكتئاب ما بعد الحمل، كما أن المضاعفات تهُمّ الجنين، حيث تتجلى ذلك في: -زيادة الوزن و زيادة السائل الأمينيوني. -نقص تركيز السكر في الدم وظهور مضاعفات تنفسية، وكل هذا يمكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين. طرق العلاج؟ يتضمن العلاج نفس الطرق المستعمَلة لعلاج مرض السكري، ونبدأ بالحمية والرياضة والعلاج بالأنسولين عند الحاجة. وتجدر الإشارة هنا إلى نقطتين: 1- يمنع منعا كليا في الظروف الحالية استعمال الأقراص لما لها من مضاعفات على الجنين. 2. خلافا لما يظنه النساء فإن استعمال الأنسلين يكون مؤقتا و في أغلب الحالات نستغني عنه بعد الولادة. كما يجب إخبار الحامل بعد الوضع أن نسبة رجوع سكري الحمل تتراوح بين 30 في المائة إلى 84 مائة من الحالات حسب الدراسات كما أن إمكانية ظهور مرض السكر من النوع الثاني تتضاعف 7 مرات عند هؤلاء النساء لهذا ننصح بمراقبة النساء مرة كل سنة أو 3 سنوات مدة 25 سنة. ننصح هؤلاء النساء بالرياضة المستمرة وبالحمية المتوازنة، لمحاربة السمنة والحد من إمكانية ظهور مرض السكر. ونُذكّر كذلك بأن الجنين يكون مهددا بمرض السكر، لذا يجب تتبعه ومراقبته.