يسلط عبد اللطيف جسمي، أخصائي أمراض النساء والتوليد، الضوء على مرض السكري وتأثيره على المرأة الحامل من خلال ثلاثة محاور، سنتناول منها، في البداية، أسباب الإصابة بمرض السكري وفي المحور الثاني سكر الحمل، أما المحور الثالث فنخصصه لمرض السكري السابق للحمل. - ما هو مرض السكري؟ عندما يتناول الإنسان غذاءه، يتحول الأخير إلى 3 عناصر أساسية: السكريات، البروتينات والدهون، إلى جانب عناصر أخرى، مثل المعادن والفيتامينات والكلس والفلوكوز، وهو المادة الأساسية للبدن والتي تمده بالطاقة لكي تتمكن كل الأعضاء بأداء المهمة المنوطة بها. بعد وصول الفلوكوز إلى الدم، يأتي دور الأنسولين (الذي يفرزه البنكرياس) الذي يقوم إما بحرقه وتوليد الطاقة التي يحتاج إليها الجسم أو بتخزين هذا السكر إنْ لم يكن الجسم في حاجة إليه. عند الشخص السليم، يستطيع الجسم أن يتلاءم مع جميع الحالات (راحة -مجهود -صيام -تناول الطعام...) ويقوم بإفراز كمية مناسبة وكافية من الأنسولين تحرق السكر المخزون، حسب حاجة الجسم. ومرض السكر هو اضطراب في احتراق مواد الغذاء نتيجة لضعف عمل الأنسولين أو لقلة أو لعدم وجوده بالمرة، وبهذا ترتفع نسبة السكر في الدم وفي الأنسجة. - كيف يؤثر السكري على صحة الأم الحامل والجنين؟ مرض السكر من الأمراض القديمة المزمنة والتي كانت تؤثر سلبيا على صحة الأم الحامل وعلى صحة الجنين معا، وكان هذا يحدث قبل التقدم الرائع في مجال السكري والحمل، وهو موضوع يهُمّ 4 في المائة من الحوامل في الدول المتقدمة، وتصل النسبة إلى %10 في الدول المتخلفة. ويلاحظ المتتبعون أن هذه النسبة في تزايد مستمر. في ما يخص المضاعفات، هناك تحسين مستمر، وإن كانت الحصيلة ما تزال مرتفعة (نسبة وفيات الأجنة قد تصل إلى %5) بعد أن كانت تصل إلى60 %، أما نسبة وفيات الأمهات الحوامل المصابات بالسكري فكانت تبلغ ما بين 25 إلى %30. وهذا التحسن راجع بالأساس إلى: -التنظيم العائلي، -التنقيب المبكر عن مرض السكري، -المشاورات المستمرة بين أخصائي مرض السكري وأمراض النساء والتوليد وأطباء الأطفال واختصاصي التغذية. الاعتناء بالمرض من نواحيه الثلاث (العلاج بالأنسولين، المشي والحركات الرياضية). - كيف تصاب الأم الحامل بمرض السكري؟ الأم الحامل إما أن تكون مصابة بمرض السكري قبل الحمل وتعالَج منه، وبالتالي حين يحدث الحمل فإنها تستمر في أخذ العلاج والاعتماد فقط على حقن الأنسولين، وإما أن تكون غير مصابة بالمرض قبل الحمل، ولكنه يظهر بعد الحمل، حيث إن الحمل يساعد على ظهور أعراض السكر لدى النساء اللواتي لديهن قابلية، ومما يعرف بسكري الحمل، أي الذي يظهر أثناء الحمل (عند نهاية الدورة الثانية من الحمل) ويختفي بعد الولادة بفترة وجيزة أو قد يستمر بعد ذلك وتصبح المريضة مصابة بمرض «السكر».