ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية أن تنظيم «داعش» الإرهابي دمر واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في مدينة تدمر الأثرية. جاء الإعلان عن تدمير واجهة المسرح الذي يعد من أهم معالم تدمر، بعد يوم من تنفيذ مسلحي «داعش» الإعدام بحق 12 شخصا في هذا المسرح. وقال نشطاء سوريون الخميس 19 يناير إن عناصر تابعة للتنظيم قطعت رؤوس أربعة أشخاص هم موظفون حكوميون ومدرسون، خارج متحف، وأطلقت النار على ثمانية آخرين بينهم أربعة جنود وأربعة من مقاتلي المعارضة. وكان داعش جدد استيلاءه على تدمر في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، إثر هجوم مفاجئ أجبر الجيش السوري على الانسحاب. وتمكنت السلطات السورية من إجلاء معظم السكان من المدينة. وأوضح مراقب التراث الثقافي «ASORS» أن الصور التي قدمتها شركة «DigitalGlobe» الخاصة بالتصوير الفضائي، تظهر أن أضرارا ملحوظة لحقت بالتترابيلون وواجهة المسرح الروماني في الفترة بين 26 ديسمبرعام 2016 و10 يناير عام 2017. ويعتقد خبراء المراقب أنه تم تدمير الموقعين الأثريين عمدا باستخدام متفجرات. وتظهر الصور أن 4 من أعمدة التترابيلون مازالت قائمة، لكن الجزء الأكبر من الموقع تم تدميره، وتظهر حطام للأعمدة المتبقية على الأرض داخل الموقع وفي محيطه. أما الدمار في المسرح الروماني فلحق بالواجهة بالدرجة الأولى، فيما ظهر حطام جديد على خشبة المسرح. ونقلت تقارير إعلامية عن «تنسيقية تدمر» قولها إن عملية التدمير الجديدة في تدمر جرت قبل حوالي أسبوع. وتقع مدينة تدمر في وسط البادية على بعد 215 كم شمال دمشق، ويعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، وهي مدرجة ضمن قائمة منظمة اليونسكو للمواقع الأثرية. وسبق للجيش السوري أن تمكن من تحرير مدينة تدمر من أيدي «داعش» في مارس عام 2016 في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق، دعمها الطيران الروسي في ريف حمص. ومنذ سقوط المدينة مجددا في أيدي التنظيم الشهر الماضي، تواصل القوات الجوية الفضائية الروسية توجيه غارات مكثفة على مواقع الإرهابيين، لكن الجيش السوري، المنشغل حاليا بالقتال مع «داعش» في ريف دير الزور، لم يتمكن حتى الآن من تنظيم هجوم واسع النطاق ضد «داعش» لاستعادة تدمر.