عاشت مراكش ليلة استثنائية فرحا وابتهاجا بانتصار المنتخب الوطني على نظيره الطوغولي في جل الأحياء وبعض الساحات في المدينة الحمراء، حشود من مناصري الأسود عبرت عن فرحتها بهستيريا وبتلقائية وعفوية تنم عن الحس والغيرة الوطنية. ففي المقاهي تابع المشاهدون أطوار النزال بانفعال وتجاوب مع كل لاعبي المنتخب الوطني، صورة معبرة استحضرنا معها كأس أمم إفريقيا تونس 2004. كل القلوب كانت مع عناصرنا الوطنية في هذه المباراة التي أنعشت حظوظنا للتأهل للدور الثاني. فضاءات المقاهي كانت تهتز بصياح وتصفيق المشاهدين مع تسجيل الأهداف المغربية، مع صافرة الحكم النهائية، حتى تدفقت جموع المشاهدين عبر مختلف شوارع وأحياء مراكش، وبالمناسبة أخذنا ارتسامات بعض الوجوه الرياضية المراكشية حول هذا الانتصار المستحق، والبداية مع: أحمد الشاوي حارس دولي سابق: لا أخفي عليكم أن الهزيمة ضد الكونغو تركت علامة استفهام حول مصير المنتخب الوطني وكان الخوف يخيم على جميع المغاربة قبل مباراة الطوغو، لكن جاء الفرج وأظن أن المدرب رونار أدرك الأخطاء السابقة حتى لا يقع في مثلها ضد الطوغو، لاحظنا تغييرا جذريا على مستوى طريقة اللعب وحماس وقتالية اللاعبين، وبعد أن تلقينا الهدف الأول كنت واثقا بأن المغاربة سينتفضون وفعلا أبانوا على رجوليتهم وغيرتهم الوطنية وتنتظرنا مباراة العمر أمام الكوت ديفوار علينا أن نفوز وهو الخيار الوحيد لنا جميعا كمغاربة، وثق بي إن قلت لك إذا لعب المغرب بنفس الأسلوب وبنفس القتالية والاستماتة سنمشي بعيدا في هذه المسابقة. مصطفى قدي دولي سابق: أولا هنيئا لنا جميعا كمغاربة بهذا الانتصار الذي كنا جميعا نعلق عليه الآمال وبالتالي لتبقى حظوظنا قائمة. فالمباراة ضد الطوغو كانت قوية وساخنة خاصة وأن رونار واجه معلمه كلود لوروا. الهدف الأول ضدنا كان بمثابة تحفيز للاعبي المنتخب المغربي وزرع فيهم الروح وبعد إدراك التعادل أصبحنا الأكثر استحواذا على الكرة والضغط على الخصم، الهدف الثاني لعب دورا كبيرا وقوى من عزيمة اللاعبين وفعلا كانوا الأجود أداء وعطاء، لكن علينا أن ننسى هذه المباراة ونركز كثيرا على مباراتنا ضد ساحل العاج فهي المفتاح ولا خيار لنا سوى الفوز. محمد تكيدة إطار وطني: الأسلوب الذي لعب به المغرب كان مغايرا للطريقة التي لعبنا بها ضد الكونغو من حيث الاندفاع البدني والسرعة والاعتماد على التمريرات الأرضية، لكن خطأ الدفاع منح الهدف الأول للخصم، ولولا تدارك الموقف في ردة سريعة لتلقينا أهدافا أخرى، فهدف التعادل أربك كلود لوروا، والثاني بعثر كما يقال أوراقه، والثالث الضربة القاضية للطوغو، اللاعبون أدوا الدور ولعبوا بحماس وندية وكنا الأفضل. ويبقى أمام الناخب الوطني رونار تصحيح بعض الأخطاء تحسبا للمباراة الفاصلة والحاسمة أمام الكوت ديفوار وأنا كمغربي متفائل بأن المنتخب الوطني سيعبر إلى دور الربع، وتبقى الأسود أسود.