يقص المنتخب الوطني المغربي في الساعة السابعة من مساء يومه الاثنين شريط حضوره السادس عشر في نهائيات أمم إفريقيا، بمواجهة الكونغو الديمقراطية، على ملعب أوييم الغابونية. ويأمل أصدقاء العميد بنعطية تخطي عائق الأعطاب، التي حرمت النخبة الوطنية من أبرز نجومها، يتقدمهم بوفال وبلهندة وأمرابط وطنان، والخروج بغنيمة الانتصار أمام فهود الكونغو الديمقراطية، بغاية تعزيز حظوظ التأهل إلى الدور الثاني، الذي يضعه المدرب هيرفي رونار تحديا شخصيا له، علما بأنه كان قبل فترة يضع المنتخب الوطني ضمن كوكبة المنافسين على اللقب. وتسود حالة من الشك أوساط متتبعي النخبة الوطنية، خاصة بعد العرض المتواضع، الذي قدمته في اللقاء الودي يوم الاثنين الماضي أمام فلندا، بملعب طحنون بن محمد بمدينة العين الإماراتية، حيث كان اللاعبون مجرد أشباح داخل رقعة الميدان. وقال الناخب الوطني، هيرفي رونار، في حوار بثه الاتحاد الافريقي على قناته الرسمية على موقع «يوتيوب»، «منذ 2004، لم تتحقق نتائج مقنعة للغاية بالنسبة إلى المنتخب المغربي، ويجب أن تكون هذه السنة سنة تجديد بالنسبة إلى كرة القدم المغربية». مشددا على أن الهدف في هذه الكأس هو «التأهل حتما للدور ربع النهائي». وفضلا عن الغيابات المؤثرة، يجد «أسود الأطلس» أنفسهم في مجموعة صعبة، تضم الكوت ديفوار حاملة اللقب، والكونغو الديمقراطية وتوغو. وفي هذا الصدد قال اللاعب خالد بوطيب «نحن نعمل بكل قوة لبلوغ الأهداف التي رسمناها»، مضيفا أن «الاستعدادات لم تكن سهلة بالمرة، لكن من الضروري المرور من هذه المرحلة لنكون مستعدين نفسيا وجسديا»، وذلك في تصريحات نقلها موقع الاتحاد. وأعلن رينار أنه «في حال ارتكاب أي خطأ خلال المسار المحدد، أو لم يتم تحقيق هدف رياضي مرسوم، أظن أنني سأكون المسؤول عن تحمل النتائج». وخلف عدم استدعاء نجم أياكس أمستردام الهولندي، حكيم زياش، مجموعة من التساؤلات، خاصة وأن رونار كان يضعه وراء كل من بوصوفة وبلهندة، اللذين فضلهما عليه بسبب قدرتهما على اللعب الجماعي، بيد أنه أصر على إبعاده، رغم توالي الإصابات داخل المنتخب الوطني، مزكيا أن قرار الاستبعاد تحكمت فيه معطيات أخرى غير التي أعلن عنها في الحوار الذي بثته الجامعة على موقعها الرسمي، غداة الإعلان عن التشكيلة الرسمية. واستنجد رونار في آخر لحظة بفيصل غراس، لاعب هيرت ميدلوثيان الاسكتلندي، لتعويض بوفال الذي كان آخر الخارجين عن القائمة المغربية بداعي الاصابة. وعموما لا يسعنا سوى أن نتحلى ببعض التفاؤل بخصوص الحضور المغربي في هذا الاستحقاق القاري، آميلن أن يقف الحظ بجانب النخبة الوطنية، وأن تدون دروة الغابون مناسبة لعودة الكرة المغربية إلى الواجهة، بعد سنوات من التواضع. وكان المنتخب الوطني المغربي أول المتأهلين إلى دورة الغابون، حيث لم يتلق أي هزيمة في مرحلة التصفيات، بفضل الحضور القوي الذي سجله خطا الدفاع والهجوم، إذ لم تهتز شباكه سوى مرة واحدة، مقابل تسجيل عشرة أهداف، ليتصدر المجموعة السادسة برصيد 16 نقطة، أمام منتخبات الرأس الأخضر، وليبيا وساوتومي، ليضمن بذلك تأهله قبل النهاية الرسمية للمباريات الإقصائية بدورتين. وتبرز إلى الواجهة خبرة رونار وحنكته على الصعيد الإفريقي، بعدما حقق لقبين قاريين رفقة كل من زامبيا والكوت ديفوار، حيث يتعين عليه أن يجد الحلول السريعة لكافة الإشاكالات التي تقف في طريقة المجموعة الوطنية، وأن يجعل من الغيابات المؤثرة حافزا لتحميس اللاعبين الشباب الذين يشاركون لأول مرة، مع الاستعانة بخبرة المهدي بنعطية، وكريم الأحمدي، وامبارك بوصوفة، ويوسف العربي لمساعدة الوافدين الجدد على الاستئناس مع الأجواء الافريقية، واستيعاب الجمل التكتيكية التي سيعتمد عليها المدرب الفرنسي، والوقوف على أدق التفاصيل المتعلقة بكل مباراة، وإذكاء روح الفوز لدى المجموعة المغربية.