pماهو الموقع الذي تحتله المستعجلات في الخارطة الصحية؟ n إن المستعجلات تعتبر من أولويات وزارة الصحة التي سطرتها في استراتيجيتها القطاعية 2012 -2016، وشكّلت محور وعصب المخططات التي قدمها وزير الصحة أمام جلالة الملك محمد السادس سنة 2012، التي من بين محاورها توفير جميع الوسائل للتكفل بالمرضى والمصابين في حالة استعجالية قبل وصولها للمستعجلات بالاستعانة بخدمات «samu «، وخلق رقم وطني هو 141، وفي هذا الإطار تم تزويد جميع المستشفيات بسيارات إسعاف من نوع «باء» مجهزة بوسائل الإنعاش، والتي يقدّر عددها بحوالي 20 سيارة، إضافة إلى سيارات إسعاف من نوع «ألف» التي تم تزويد بعض المراكز الاستشفائية بها كما هو الشأن بالنسبة للمستشفى الجهوي بالدارالبيضاء، ومستشفيات سطات، الجديدة، والمستشفى الجامعي، وهي عبارة عن وحدات إنعاش متنقلة والتي يبلغ عددها 11 وحدة، ثلاثة منها بسطات، 2 بالجديدة، 5 بالمركز الاستشفائي الجامعي، وواحدة بمستشفى مولاي يوسف، إضافة إلى مشروع تأهيل مستعجلات جميع المستشفيات المتواجدة بتراب جهة الدارالبيضاء سطات، إن على مستوى البنيات أو التجهيزات وذلك في إطار برنامج التنمية الجهوي بشراكة بين وزارة الصحة والجهة والولاية. pهل هناك من مشاريع مستقبلة أخرى على مستوى البنيات الصحية؟ nبالفعل، فخلال السنة الجارية 2017، سيتم إطلاق العمل بمستشفيات بكل من مديونة، سيدي مومن وبوسكورة، إلى جانب مركزي القرب اللذان تم وضع حجرهما الأساس متم نهاية 2016، من طرف جلالة الملك، المحدثان بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بكل من سيدي مومن والرحمة، واللذان سيتم تدشينهما في 2018، كما سيتم خلق مراكز أخرى في إطار المخطط الجهوي للعلاجات في أفق الخمس سنوات القادمة. وارتباطا بسؤالكم أيضا، أود أن أشير إلى أنه وفي إطار البرنامج الجهوي للتنمية، سيتم خلق عدة مصالح للإنعاش، على مستوى المستشفيات التي تشكّل الأقطاب الصحية المرجعية بالجهة، بكل من سيدي عثمان، الحي المحمدي والمحمدية، بطاقة استيعابية تتراوح ما بين 20 و 25 سريرا، ستنضاف إلى المركزين الحاليين المتواجدين بكل من مستشفى بوافي، ومستشفى مولاي يوسف الذي تم تأهيله، وكذا تلك المتوفرة بالجديدةوسطات، إضافة إلى إحداث مصالح أخرى للتكفل بالمواليد حديثي الولادة وهو ما سيضاعف من الطاقة الاستيعابية الحالية، فضلا عن مشاريع للرفع من الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بكل من الحي الحسني، وبن امسيك، وبرشيد. وفي السياق ذاته سيتم تزويد الأقطاب الصحية بأجهزة طبية جديدة كجهاز «السكانير»، علما أنه يوجد جهاز واحد على صعيد مستشفيات بوافي بدرب السلطان، محمد الخامس بالحي المحمدي، الحسن الثاني بسطات، محمد الخامس بالجديدة، ومولاي يوسف، وكذا إضافة جهاز للرنين المغناطيسي للمستشفى الجهوي، وذلك في أفق أن يتوفر كل مستشفى إقليمي على جهاز ل «السكانير»، وهي الخطوة التي تندرج في إطار رؤية الوزارة لتحديث الأجهزة البيوطبية، كما أن هناك تفكير بلغ مرحلة متقدمة من أجل الرفع من مردودية «samu» حتى يشمل تراب الجهة دون استثناء حتى يتسنى تحسين التكفل بالمصابين قبل الوصول إلى المستشفيات. p ماهي الإكراهات التي تزيد من محنة المستعجلات؟ nيجب أن أوضح أمرا أساسيا يتمثل في تحديد مسارات معروفة للمستعجلات على مستوى الجهة وذلك لتقليص مدة التكفل التي تعد عاملا مهما لإنقاذ المرضى والمصابين لتجنيبهم مضاعفات، وهنا يُطرح أحد أكبر الإكراهات والمتمثل في عدم احترام عدد كبير من المواطنين لمسالك العلاجات التي تنطلق من المركز الصحي وصولا إلى المركز الاستشفائي الجامعي، إذ أن حالات بسيطة يمكن التكفل بها في المراكز الصحية نجدها جنبا إلى جنب مع حالات متطورة وحرجة في المستشفيات على مستوى المستعجلات، وبالتالي وجب تأطير المواطن لفهم المنظومة الصحية. إكراه آخر لايمكن أن ننفيه والمتعلق بالموارد البشرية التي يجب توفيرها وتعبئتها لنجاعة أكبر، ثم هناك شيخوخة مهنيي الصحة والمتقاعدين، فضلا عن الإرهاق التام ووضعية «الاستنزاف» النفسي للمهنيين، التي يعيشها العاملون في أقسام المستعجلات، بالنظر إلى أن عدد المرضى الذين يزورون كل مصلحة للمستعجلات يوميا هو يقدّر بأكثر من 250 مريض كمعدل، دون استحضار الحالات الاستثنائية التي تعرف تدفقا أكبرا للمرضى والمصابين في بعض الحوادث، والتي كانت وبكل أسف سنة 2016 شاهدة على العديد منها، كما هو الحال بالنسبة لحادث انهيار منزل باسباتة، وكذا حادثة السير المؤسفة ببرشيد التي ذهب ضحيتها عدد كبير من الضحايا من نفس الأسرة، وحادثة سير المحمدية التي شهدت انقلاب حافلة لنقل الركاب، وكذا حادثة مماثلة بسطات وغيرها...، هذه الحوادث المؤسفة التي تعرف تفعيل المخطط الأبيض للمستعجلات على صعيد كل مستشفى وعلى الصعيد الجهوي، حيث يتم استدعاء جميع العاملين، وتجنيد كل سيارات الإسعاف، وفتح المركبات الجراحية، والتنسيق بين المستشفيات الاقليمية والمستشفى الجهوي وكذا الجامعي، للتعامل مع ضحاياها. هذه الوضعية كما أشرت إليه، هي تؤثر على مردودية المهنيين، والتي تستفحل حدّة مع تنامي موجة الاعتداءات التي يتعرضون لها سواء المادية منها أو المعنوية، التي تنطلق مما هو لفظي وتتطور إلى ماهو جسدي، والتي تكون لها تبعات على وضعهم الصحي. وارتباطا بهذه النقطة يجب أن أشدّد على كون الوزارة هي تعطي هذا الموضوع أهمية بالغة، كما أن وزير الصحة يتتبّع بشكل شخصي كل الحالات التي تقع، ويحرص وبشكل جدّي على ضمان أمن وسلامة الموظفين، وهنا لا بد من توجيه تحية خاصة لكل مهنيي وزارة الصحة على المجهودات التي يبذلونها والعمل الذي يقومون به لخدمة المرضى بنكران ذات، وتفانٍ في أداء الواجب، من أجل تحسين ولوج المواطنين للعلاج.