علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن المصالح القنصلية بسفارة المغرب بالعاصمة أنقرة تواصل جهودها لاستكمال الإجراءات اللازمة بغرض نقل المواطنتين المغربيتين اللتين قتلتا في الهجوم الإرهابي الذي ضرب، ليلة السبت الأحد، منشأة سياحية باسطنبول. وكشفت مصادر دبلوماسية مغربية في حديث ل»الاتحاد الاشتراكي» أمس الاثنين، أن نقل جثماني الضحيتين المغربيتين، وهما سيدتان متزوجتان مقيمتان لعقود وتعيشان رفقة أسرتيهما في دولة الكويت، سيتم يومه الثلاثاء ليواريا الثرى في مسقط رأسهما بالمغرب تنفيذا للتعليمات الملكية السامية. وأشارت ذات المصادر أن مبادرة ترحيل جثماني المواطنتين المغربيتين، وأيضا التكفل بمصاريف استشفاء المواطنات اللواتي أصبن بجروح في هذا الاعتداء، تعكس الأهمية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للجالية المغربية المقيمة بالخارج. وبالمقابل أوضحت ذات المصادر أن الوضعية الصحية لإحدى المواطنات المغربيات المصابات على مستوى الرأس في الاعتداء الإرهابي الذي خلف مصرع ما لا يقل عن 39 شخصا وإصابة 69 آخرون بجروح، في تحسن مستمر. وقد استهدف الاعتداء الملهى الليلي (رينا) الذي يرتاده الأثرياء والفنانون ونجوم كرة القدم والذي يقع في حي راق ببيسيكتاس على ضفاف البوسفور. ويعد ملهى «رينا» الليلي الفخم الذي تعرض لاعتداء دام خلال الاحتفال بالعام الجديد، مقصدا للحياة الليلية في اسطنبول ويؤمه نجوم كرة القدم والأثرياء والمشاهير والسياح الأجانب. ويمكن الوصول إلى الملهى الذي افتتح في 2002 والواقع على البوسفور في الشطر الأوروبي من اسطنبول، على متن زورق مباشرة من المضيق. ويعتبر هذا الملهى الليلي، بحي أورتاكوي الراقي على الضفة الأوروبية لاسطنبول، ملتقى لنجوم فرق كرة القدم في اسطنبول ونجوم المسلسلات التلفزيونية الشهيرة في تركيا. يذكر بأن المهاجم أجهز في البداية على رجل شرطة ومدني في مدخل الملهى قبل الولوج إلى الداخل، حيث كان حوالي 600 شخص يحتفلون بحلول رأس السنة الجديدة، وأطلق النار عشوائيا في اتجاههم. ويجري البحث عن المهاجم بدعم جوي، إذ تحلق مروحيات في كل المناطق المحيطة بمدينة اسطنبول. يذكر بأن أزيد من 275 شخصا لقوا مصرعهم في هجمات سابقة هزت العديد من المدن التركية، تم نسبها لتنظيم «داعش» ولحزب العمال الكردستاني. وأضافت نفس المصادر أن المواطنة المغربية التي كانت رفقة شقيقتها التوأم في زيارة سياحية للأراضي التركية بمناسبة أعياد نهاية السنة أجريت لها عملية جراحية كللت بالنجاح و بدأت تسترجع وعيها، فيما تتابع المواطنات المغربيات الأخريات، ضمن الجرحى الأربع، العلاج إثر الجروح التي أصبن بها في الهجوم. هذا، ولم يدخر قنصل المغرب في اسطنبول امحمد افريقن، الذي يواصل منذ إحداث خلية أزمة بسفارة المغرب في أنقرة وبقنصلية المغرب في اسطنبول، التنسيق مع السلطات التركية المختصة، جهدا في مساندة أسر الضحيتين المفقودتين والحرص على تواصل فعال مع أسر المصابات لتجاوز هذا الظرف العصيب. يذكر أن المصالح المركزية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون شكلت الأحد خلية أزمة إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف ليلة السبت الأحد ملهى « رينا»، وأوضحت ذات المصادر في حديث لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن خلية الأزمة المحدثة المكونة من عدة قطاعات معنية تروم متابعة وضعية المواطنين المغاربة في هذا البلد.