أجرى جلالة الملك اتصالا هاتفيا مع الرئيس الموريتاني كما ورد عبر بلاغ للديوان الملكي، والذي أفاد أنه ومن «خلال هذا الاتصال جدد جلالة الملك لفخامة الرئيس، التعبير عن دعم جلالته ومشاعر الصداقة الراسخة، وكذا تشبثه بعلاقات حسن الجوار والتضامن بين البلدين، المبنية على روابط عريقة وأسرية والتي ظلت على الدوام قائمة بين الشعبين. كما حرص جلالة الملك على التأكيد لفخامة الرئيس على أن المغرب يعترف بالوحدة الترابية للجمهورية الإسلامية الموريتانية وفقا لمقتضيات القانون الدولي، وعبر قائدا البلدين أيضا عن عزمهما الحفاظ على هذه العلاقات من كل محاولة للمس بها، أيا كان مصدرها أو دوافعها، وفي هذا الصدد، طلب جلالة الملك من رئيس الحكومة تبديد كل سوء فهم قد يكون له تأثير سلبي على العلاقات الممتازة القائمة بين المغرب وموريتانيا». وتنفيذا للتعليمات الملكية حل مساء الثلاثاء رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بموريتانيا حاملا رسالة من جلالة الملك ، واستقبل من طرف رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز ، وذلك صباح أمس الأربعاء في مدينة ازويرات بولاية تيرس زمور، كما جاء في قصاصة لوكالة الأنباء الموريتانية الرسمية. وجرى اللقاء، حسب نفس المصدر، بحضور الدكتور اسلكو ولد أحمد ازيد بيه، وزير الشؤون الخارجية والتعاون وأحمدو ولد أباه الملقب احميدة، مستشار برئاسة الجمهورية وزيدان ولد احميدة، مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية، وعن الجانب المغربي ناصر بوريطة ، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون . واستقبل رئيس الحكومة المغربية لدى وصوله إلى مطار ازويرات من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور اسلكو ولد أحمد ازيد بيه ووالي ولاية تيرس زمور اسلمو ولد سيدي وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء إبراهيم فال ولد الشيباني و أحمدو ولد أباه الملقب احميدة مستشار برئاسة الجمهورية و زيدان ولد احميدة مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية و أحمد سالم ولد البشير الإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم(اسنيم). وقال رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، إن تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، التي أدلى بها أخيراً حول موريتانيا، «غير مسؤولة ولا تتماشى مع الديبلوماسية المغربية».وأضاف في كلمة ألقاها مباشرة بعد مغادرته إقامة الرئيس الموريتاني ، أن تصريحات شباط "لا تعبر إلا عن رأيه الشخصي، وليست تعبر عن رأي الملك أو الحكومة أو الشعب المغربي». وأضاف المتحدث ذاته، أن الملك يولي اهتماماً خاصاً لتدبير العلاقات المغربية مع الشقيقة موريتانيا. وأردف أن "الشقيقة موريتانيا عزيزة على المغرب ولها مكانة خاصة بالنسبة له، وتجمع البلدين روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، وترتكز على أسس راسخة من الاحترام المتبادل». وأشار رئيس الحكومة المغربية، عقب اجتماع له مع الرئيس الموريتاني بمدينة ازويرات، أمس، إلى «أن المستقبل سيعرف تحسين العلاقات بين البلدين إلى الأحسن».وتابع، «أن الأمل هو أن يشعر المواطن الموريتاني بالمغرب، أن له كافة الحقوق وله كل ما يحتاجه في بلده الثاني المغرب، ونفس الشيء بالنسبة للمواطن المغربي بموريتانيا». هذا ورفض رئيس الحكومة الإجابة على أسئلة الصحفيين وتلا رسالة قصيرة مكتوبة كما كشفت مصادر إعلامية محلية رغم إلحاح الصحفيين في أخذ تصريحات منه. وعم شعور بالارتياح الطبقة السياسية والفاعلين الاجتماعيين والثقافيين بموريتانيا، عقب التوضيحات التي قدمتها الدبلوماسية المغربية لتصحيح التصريحات الصادرة عن الأمين العام لحزب الاستقلال حول موضوع الوحدة الترابية لهذا البلد الجار والشقيق، فمن خلال البيانات الرسمية أو ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي، تم التذكير بالعلاقات العريقة المتميزة التي تربط البلدين، ووحدة المصير والاحترام الكبير الذي طبع على الدوام العلاقات بين البلدين، إذ بعد موجة الغضب، بدأ الهدوء يعم والأصوات تتعالى من أجل الحفاظ على جودة العلاقات متعددة الأبعاد القائمة بين الشعبين والبلدين الشقيقين. وهكذا، أشادت أحزاب المعارضة ب»مضمون بلاغ وزارة الخارجية المغربية وبالمواقف المبدئية والأخوية المعبر عنها وتلك الصادرة عن المملكة المغربية الشقيقة» وعبر منتدى المعارضة في موريتانيا، عن ارتياحه ل»محتوى البلاغ الصادر عن الخارجية المغربية، وللمواقف المبدئية والأخوية التي عبر عنها، معتبرا إياها مواقف منتظرة من المملكة المغربية الشقيقة والتي تمليها العلاقات والروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين» وجدد منتدى المعارضة، في بيان له، دعوته الجميع ل»جعل العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي فوق كل التجاذبات الظرفية والحسابات الضيقة» وأكد رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، محمد جميل ولد منصور، أن وزارة الخارجية المغربية «أحسنت ببيانها الرافض لتصريحات شباط» وأضاف ولد منصور أنه «حسنا فعلت المملكة حين نأت بنفسها عن تصريحات شباط»، مؤكدا أن «موريتانيا لا يصلح لها إلا اعتماد التوازن في سياستها الخارجية» وبدورها، غصت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل عارم من التعليقات لفعاليات ومدونين موريتانيين، جاءت في مجملها مثمنة للموقف الرسمي للمملكة. وفي هذا الصدد، كتب الشاعر الموريتاني أحمد أبو المعالي أن «المغرب أوضح موقفه الرسمي من هذه التصريحات، وبذلك ستذوب جبال وهضاب من كثرة اللغط ليعرف الجميع أن الحديث في العلاقات الدولية بمنطق ردود الفعل السطحية لا يخدم الوطن، وأن الاحتكام إلى العقل والعودة إلى الرشاد أولى وأسلم للشعبين والدولتين» من جهته، كتب الصحافي محمد الأمين الفاضل «بوصفي مواطنا موريتانيا كان قد عبر عن استيائه الشديد من تصريحات شباط، فإني أعلن من هذه الصفحة عن ارتياحي الشديد لبيان وزارة الخارجية المغربية»