رغم وفاة الروائي المغربي وأستاذ الفلسفة عزيز بنحدوش غرقا بشاطئ أكلو بتزنيت 22 في أكتوبر الماضي، مازال الملف المتابع فيه على خلفية روايته «جزيرة الذكور «مفتوحا لدى القضاء بالغرفة الاستئنافية بورزازات، وهو ما يشكل سابقة، على اعتبار أنه توفي، ومن المفروض أن يغلق الملف نهائيا بوفاة المدعى عليه. وفي تصريح لشقيق الفقيد عزيز بنحدوش، صرح مصطفى بنحدوش لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أنه شخصيا بعث برسالة بشهادة الوفاة بتاريخ 11-11 -2026، وتوصلت بها المحكمة بتاريخ 14 من نفس الشهر، وكانت القضية ستعرض على أنظار القضاء قبل رحيل الفقيد عزيز بنحدوش في 12 أكتوبر من السنة الحالية قبل أن يتم تأجيلها أكثر من مرة بعد غيابه، وآخرها فصولها العبثية ستكون يوم 28 دجنبر 2016 ! وأوضح مصطفى بنحدوش أن القضاء بهذه المنطقة يصر على محاكمته ميتا رغم أن القانون واضح في هذا المجال، مما أثر بشكل كبير في نفسية العائلة، خاصة ابنه الصغير الذي لا يتجاوز 10 سنوات. وأوضح شقيق الراحل أن الأخير كان يدافع عن حرية الإبداع، وهذه هي رسالتنا جميعا، مؤكدا أن وعودا ضربها اتحاد كتاب المغرب في حياة عزيز بنحدوش للدفاع عنه وعن حرية الابداع مازالت لم تفعل، « لكن مازلنا ننتظر الدفاع عن قضية عزيز التي هي قضية الجميع، رغم أن نجد عزاءنا في كل المتضامنين من مبدعين وصحفيين وغيرهم». وكشف شقيق الروائي الراحل» أن الفقيد ونحن معه كنا نتوقع رحيله، خاصة بعد أن تلقى تهديدات بتصفيته، مما جعله يكتب وصية لابنه تعتبر خارطة طريق له في الحياة، وننتظر أن نطلعه عليها بعد تهييئه نفسيا، بحكم صغر سنه». وكشف مصطفى بنحدوش أن الحساب الفيسبوكي الخاص بشقيقه مازال مفتوحا ونتواصل من خلاله مع أصدقائه ومحبيه ونواصل من خلاله رسالته النبيلة التي كان يدافع عنها . وكانت المحكمة الابتدائية بمدينة ورزازات قد أدانت الروائي عزيز بنحدوش بشهرين سجنا مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 1000 درهم و تعويض مدني قدره 20000 درهم للمشتكين، بسبب رواية «جزيرة الذكور». وكان أستاذ الفلسفة بنحدوش، الذي كان يعمل بمنطقة تازناخت باقليمورزازات، قبل أن ينتقل إلى سيدي بيبي اقليم شتوكة، قد تعرض لاعتداء كاد - على إثره- أن يفقد حياته بسبب ذات الرواية، حيث اعتقد شخص نافذ أن أحداثها وشخصياتها تتحدث عنه، فاعترض سبيله واعتدى عليه بالضرب والسب. وتجدر الإشارة الى رواية جزيرة الذكور التي لا يزال الروائي الراحل متابعا بسببها رغم وفاته لما يقارب الشهرين، أماطت اللثام عن سلوكات بعض المهاجرين المغاربة في فرنسا الذين كان يسجلون أطفالا ليسوا من صلبهم، بتواطؤ مع المقدم والشيخ، في دفتر الحالية المدنية الخاص بهم و الحصول على شهادة الحياة للحصول على التعويضات العائلية من بلد الإقامة، ما اعتبرته بعض العائلات بتازناخت تلميحا إليها، ليتم الاعتداء عليه جسديا. وهي الرواية التي كتب بصددها الراحل قيد حياته أنها كانت حلم أمه: « كان حلم أمي بسيطا و عظيما في نفس الوقت؛ لم تطلب تذكرة لزيارة الديار المقدسة، ولا مالا لترميم جسدها الذي تآكل من شدة حرصها على أن أحيا. لقد أرادت كتابا من تأليفي. جاءت رواية «جزيرة الذكور» كرغبة في تحقيق حلم والدتي وفي نفس الوقت إعادة الاعتبار لكل الأمهات اللواتي يحترقن من أجل حياة أبنائهن في مجتمع لا يعترف بالمرأة، ويقوم بتبخيس عمل الأمهات. جزيرة الذكور هي صرخة في وجه كل المجتمعات الذكورية التي تقوم على الجهد الكبير الذي تبذله النساء، وللأسف يُقابل بالجحود والنكران.»