عاش المستشفى الإقليمي بخنيفرة حالة استثنائية، ذلك إثر فاجعة أليمة حدثت عقب وفاة مواطنة في ظروف مأساوية نتيجة إهمال فظيع بقسم أمراض النساء والتوليد، وتدعى قيد حياتها «هنو عزيز»، وتبلغ من العمر حوالي 39 سنة، هذه التي تقدمت أكثر من مرة لهذا القسم، وهي حامل في أسبوعها الأخير، وفي كل مرة يتم إعطاؤها موعدا جديدا، وصباح يوم الاثنين سابع مارس الجاري تم نقلها في وضعية صعبة لذات القسم من أجل فحصها، إلا أنها ظلت تنتظر من الثامنة صباحا إلى 12 زوالا، حسب مصادر من الأسرة، ما حمل زوجها ووالدتها إلى إعادتها إلى بيتها بحي لاسيري بخنيفرة وهي تتلوى من شدة الألم. وفي وقت متأخر من الليل، عجزت المواطنة عن مقاومة آلام أحشائها، ما أجبر زوجها على نقلها إلى نفس القسم بالمستشفى الإقليمي، وأخذوا يطرقون الباب من أجل أن تفتح لهم المداومة، إلا أن هذه الأخيرة تعاملت مع الأمر بطريقة من الاستخفاف واللامبالاة أول الأمر، حسب ما صرح به أحد الأقارب ل»الاتحاد الاشتراكي»، ومن خلال كشف عبثي تم إخبار المعنية بالأمر كالعادة أن وضع حملها لايزال بعيدا، ذلك رغم آلام المخاض الحاد الذي كان «يقطع» أحشاءها، ما جعل زوجها يحملها مرة أخرى إلى بيتها حيث وضعت مولودها (بنت) في نفس الليلة. وفور إنجابها لمولودها أصيبت المواطنة بنزيف حاد أرغم أسرتها على نقلها بسرعة إلى المستشفى حيث تم وضعها على سرير بقسم أمراض النساء والتوليد، وهناك كانت الفاجعة المؤلمة، إذ ظلت في حالة إهمال واضح تصارع الموت إلى أن فارقت الحياة، ولم يفت إحدى المواطنات التأكيد أن المتوفاة كانت تصرخ طوال الليل من شدة الألم، دون اهتمام أو رعاية، وربما لم تتكلف أية ممرضة حتى بإعلام الطبيب بالحالة إلا بعد فوات الأوان، وأحد الأطباء كثيرا ما نبه إلى وضعية القسم جراء الاكتظاظ وضعف التجهيزات والموارد البشرية. وأمام هذه الواقعة المؤسفة تقدم زوج المعنية بالأمر لوكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة بشكاية ضد المستشفى، مع قرار بعدم تسلم جثة المتوفاة إلى حين الكشف عن ظروف وملابسات الوفاة التي جاءت بتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، ومن خلال عدة تحركات يجمع بينها الترغيب والدعاء للفقيدة بالرحمة، ونظرا لظروف الزوج الاجتماعية، اختار تسليم أمره لله وهو يتقدم بالتزام يتعهد من خلاله بعدم المتابعة القضائية.