يبدو أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وجد طريقه الآن بقوة في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). حيث قاد فريقه، بايرن ميونيخ، مساء الأربعاء (21 دجنبر) إلى تقديم أفضل أداء له هذا الموسم، عندما سيطر تماما وخصوصا في الشوط الأول على ريد بول لايبزيغ، الذي كان ينازعه صدارة البوندسليغا، وفاز عليه بنتيجة 3 – 0 في مباراة القمة، في ختام الجولة 16 ومرحلة الذهاب بالبطولة الألمانية. من شاهد المباراة يعرف أن بايرن كان بمقدوره أن يخرج فائزا بعدد أكبر من الأهداف، فالفارق بينهما كان واضحا تماما. وعلى كل فقد تقدم بايرن على لايبزيغ الآن بثلاث نقاط وأصبح «بطلا للخريف»، أو «بطلا للكريسماس»، كما يقال في ألمانيا على متصدر البطولة في آخر جولة قبل العطلة الشتوية، التي ستستمر نحو أربعة أسابيع. وقبل نهاية المباراة بقليل قال كارل- هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة بايرن: «هذه مباراة لم نلعب مثلها منذ بضع سنوات.» أما كارلو أنشيلوتي نفسه فعبر عن سعادته البالغة بأداء فريقه، وقال إن السر (في هذا التفوق الواضح) هو الضغط بشدة (على الخصم). وأضاف «ضد لايبزيغ يجب عليك أن تلعب جيدا، وقد لعبنا جيدا وأقمنا توازنا ومنعنا المهاجمين (المنافسين) من استخدام سرعتهم». وتابع المدرب الأيقونة: «كل شيء كان مضبوطا، وهذا يعطينا الثقة بالنفس من أجل المستقبل. لقد تحسنا لكن علينا مواصلة ذلك التحسن»، حسب تعبيره. أما أولاف تون، نجم بايرن ميونيخ السابق في مرحلة الثمانينيات والتسعينات، فقد علق على ما رآه من بايرن قائلا: «عندما يمسه أحد يرد البافاري بلا رحمة. لكن يجب عدم إعطاء تلك النتيجة الواضحة قيمة أكثر مما تستحق. لقد كانت مباراة مهمة، لكنها لم تكن مباراة حاسمة.» وأضاف تون، حسب ما نقلت عنه مجلة كيكر يوم الخميس (22 دجنبر): «بالنسبة لبايرن والمدرب أنشيلوتي كان هذا النجاح إشارة مهمة على أنهما على الطريق الصحيح للعودة إلى القوة السابقة على المستوى الدولي.» ويبقى المستوى الدولي هو الأهم، فبايرن يسيطر على مسابقة البوندسليغا منذ سنوات، وهذا الموسم يبدو أنه سيواصل هيمنته، بعدما اندمج المدرب الإيطالي في البوندسليغا، وغير أسلوب لعبه فأصبح مرعبا في الجولات الأخيرة، والدليل مباراة يوم الأربعاء. أما المشكلة الكبرى فستكون على المستوى الدولي، أي دوري أبطال أوروبا. حيث سيواجه في ثمن نهائي أبطال أوروبا فريق أرسنال الإنجليزي في منتصف فبراير المقبل، ثم في السابع من مارس. وقد أصبح لقاؤهما تقليدا، بعدما وقعا في طريق بعضهما للمرة الرابعة في السنوات الخمس الأخيرة، وكان بايرن دائما هو صاحب التفوق. بيد أن لوتار ماتيوس، نجم الكرة الألمانية السابق، يحذر من أن أرسنال هذه المرة يمكن أن يكون خطيرا، وكتب في مجلة «شبورت بيلد» إن أرسنال «أصبح مستقرا ويجيد الدفاع»، بعد مرحلة من عدم الاستقرار وتقديم الكرة الجميلة فقط. ويصنع عدد مميز من اللاعبين الفارق حاليا في أرسنال، على رأسهم المدافع الألماني شكودران موصطافي، الذي يتميز بالشراسة والتوهج. وبجواره هناك أيضا بير ميرتساكر. أما «الفنان» مسعود أوزيل، فيعيش في أرسنال حاليا أفضل حالاته، ويصنع الفارق بجانب أوليفيه غيرو والخطير أليكسيس سانشيز. وعلى الجانب الآخر، فإن المدرب أنشيلوتي قال بحسب ما نقل موقع «مترو» الإنجليزي، إن أرسنال لا يمكنه أن يفوز بدوري الأبطال، حتى لو انتصر على بايرن ميونيخ. والحقيقة هي أن أرسين فينغر، مدرب أرسنال، لم يفز قط ببطولة أوروبية كبرى، وكان أفضل ما حققه هو الوصول إلى نهائي دوري الأبطال عام 2006 ونهائي كأس الكؤؤس عام 1992، عندما كان يدرب موناكو. وقال أنشيلوتي وفق الموقع الإنجليزي: «نحن (بايرن ميونيخ) نريد أن نفوز (بدوري الأبطال)، وإذا لم نفز (نريد) على الأقل الوصول إلى المباراة النهائية.» وتابع المدرب الإيطالي: «هناك سبعة أندية تستطيع الفوز باللقب هذا العام وهي: ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان ويوفنتوس وبايرن ميونيخ.»