قال الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إن آخر تقييم للقائمة الحمراء لأسماك القرش والشفنين بالبحر الأبيض المتوسط أظهر أن 53 بالمئة من هذه الأنواع البحرية مهددة بالانقراض، رغم التدابير المتخذة إقليميا في العقد الأخير للحد من الصيد المفرط لهذا النوع من الأسماك. وأوضح بلاغ للاتحاد، الذي يوجد مقره بملقة، أن نتائج التقييم الإقليمي للبحر الأبيض المتوسط في سنة 2016، والذي شمل 73 نوعا من أسماك القرش والشفنينيات، أظهر أن هذه الأنواع البحرية تتطلب اتخاذ تدابير عاجلة وملموسة للحفاظ على سلامتها. وأضاف أن التقييم الإقليمي 2016، وهو تحديث لآخر إحصاء قام به الاتحاد قبل عشر سنوات، كشف أن نصف الشفنينيات (50 بالمئة، 16 من أصل 32 نوعا) و54 بالمئة من أسماك القرش (22 من 41)، في خطر كبير، فيما تبقى الشفنينيات من نوع مونستروسا أقل عرضة للاندثار. وتابع أنه خلال النصف الأخير من القرن اندثر 13 نوعا محليا في مواقع مختلفة بالبحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن ذلك جرى في شمال غرب حوض المتوسط، بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا، والبلدان المطلة على بحر الأدرياتيكي، وبلدان شمال غرب إفريقيا. وأشار إلى أن «هذا التراجع المقلق في العديد من الأنواع مرتبط بالصيد المفرط، خاصة الصيد العرضي»، داعيا «الحكومات لدعم رصد الصيد وجمع البيانات، وتقنين المعدات، وتحديد حصص صيد الأسماك، وكذا المناطق المحمية على المستوى الوطني». وأكد الدكتور نيك دولفي، رئيس فريق أخصائيي القرش في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وباحث بجامعة سايمون فريزر (فانكوفر)، في هذا السياق، على ضرورة «إدراك المستهلك أثر اقتناء هذه المنتجات على الحياة البرية». وتم القيام بهذا التقييم بتعاون مع علماء من المجموعة المتخصصة في سمك القرش والبرنامج العالمي حول الأنواع بالاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وخبراء من منطقة حوض المتوسط، وتم إطلاقه بمبادرة من القائمة الحمراء للبحر الأبيض المتوسط للاتحاد، بتنسيق مع مؤسسة مافا.