أكد وزير الدفاع الفرنسي السابق هيرفي موران في افتتاح أشغال ندوة حول الشراكة المغربية الفرنسية بالفضاء الأورومتوسطي الافريقي « أن المغرب يعمل على تطوير «أسلوب جيد «، منوها بالعلاقات المتميزة بين المغرب وفرنسا، كما أبرز التطور المؤسساتي الذي يعرفه المغرب على طريق تكريس الديمقراطية. وقال الوزير إننا نعيش مرحلة تزايدت فيها الفوارق بين ضفتي المتوسط، على مستوى المادي وكذلك الديني بالإضافة إلى الفوارق الديموغرافية بين جنوب شاب وشمال يعاني من الشيخوخة. ودعا الوزير السابق إلى إحياء الاتحاد من أجل المتوسط الذي يعتبر من المثل الجميلة، مطالبا ببناء علاقات بين الشمال والجنوب في حوض المتوسط تأخذ بعين الاعتبار القضايا المشتركة كالأمن والهجرة والبطالة، كما دعا أيضا إلى إعطاء نفس جديد لمجموعة 5 + 5. ودعا بلدان الشمال إلى إقامة مخطط مرشال خاص بالمنطقة المتوسطية وذلك خلال لقاء نظمته سفارة المغرب بباريس ومركز السياسة للمكتب الشريف للفوسفاط حول « في فضاء أورو متوسطي – إفريقي في تحول، أي مشاركة فرنسية – مغربية ؟ وفي ختام كلمته، أكد ايرفي موران أنه علينا أن نأخذ بعين الاعتبار التحول القلق في السيادة الخارجية الامريكية التي تنحو نحو الانغلاق وعدم القيام بدور الدركي كما كانت في السابق وذلك منذ وصول إدارة أوباما وهو وضع يمكن ان يستمر مع ادارة ترامب الجديدة. هيرفي غايمار وهو وزير اقتصاد ومالية سابق أيضا ونائب برلماني فقد أشاد بالإسلام المغربي المعتدل ودعا إلى الاستلهام من التجربة المغربية في مجال النهوض بإسلام معتدل. إن « النموذج المغربي يشكل مصدر إلهام لفرنسا ومسلمي فرنسا «، ووصف هذه التجربة ب»المفيدة للغاية «. وأبرز في هذا الصدد أهمية برنامج تكوين الأئمة الذي أطلقته المملكة لفائدة عدد من البلدان الإفريقية، مؤكدا في هذا الصدد على الدور الذي يمكن أن يضطلع به هذا النوع من المبادرات لمحاربة التطرف والإرهاب بالمنطقة. وذكر الوزير الفرنسي السابق بخطاب 20 غشت الأخير والذي دعا فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى تشكيل جبهة موحدة ضد التطرف واصفا خطاب جلالة الملك ب»الخطاب المؤسس «. وحول قضايا محاربة الارهاب فقد أكد غايمار على أهمية الشراكة والتعاون بين المغرب وفرنسا لمحاربة الإرهاب في منطقة المتوسط. وشدد على أنه « لن تكون هناك محاربة للإرهاب في أوروبا دون محور فرنسي مغربي «،مبرزا العلاقات المتميزة بين البلدين. وفي افتتاح هذا اللقاء، ذكر شكيب بنموسى سفير المغرب بفرنسا بالمبادرات المشتركة التي يقوم بها المغرب وفرنسا في إفريقيا والمتوسط ،مؤكدا على دور محور أوروبا – إفريقيا – متوسط لمواجهة التحديات المشتركة من بينها الاستقرار والتنمية المستدامة. وأكد السفير على الدينامية التي تشهدها افريقيا وهي الدينامية التي قرر المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس مواكبتها من اخلال جعل الاهتمام بأفريقيا احد اولويات سياسته الخارجية وعودته إلى الاتحاد الافريقي ما هو إلا تتويج لسياسة شاملة تجمع بين التضامن،الامن،الاستقرار،الامن الغدائي،التنمية والاستثمار بالقارة الافريقية. وأضاف أنه يمكننا الإشادة بالدور الذي تلعبه فرنسا والمغرب مجتمعين بالقارة الافريقية،وفي إطار الاستمرارية في ما تحقق في الكوب 21 واتفاق باريس والدور الذي لعبه المغرب بالكوب 22 من خلال تخصيص دور محوري للبلدان الافريقية مع الاقرار بمخطط للعمل يسعى إلى تقوية تلاؤم القارة الافريقية مع التحولات المناخية. كما دعا بنموسى إلى مبادرات مشتركة قادرة على جعل المنطقة فضاء للازدهار والتعاون المشتركين وإلى أهمية التساؤل حول محور افريقي أوربي كعامل جيوستراتيجي مواز لتجمعات جهوية دولية اخرى. خلال لقاء نظمته سفارة المغرب بباريس ومركز السياسة للمكتب الشريف للفوسفاط ، يوم الخميس الماضي، تحت عنوان « في فضاء أورو متوسطي – إفريقي في تحول، أي مشاركة فرنسية – مغربية ؟ حضرته العشرات من الشخصيات المغربية والفرنسية ومن افريقيا في مجال الاقتصادي والسياسة،ومن وزراء سابقين من فرنسا والمغرب وعرف ثلاث موائد مستديرة : الأولى كانت حول الأمن،الهجرة ومواجهة التطرف، والثانية كانت حول التنمية وقضايا الشباب. أما الأخيرة فكانت حول التنمية المستدامة والتوجه حول نموذج جديد للتنمية.