رحل أمس الخميس 24 نونبر 2016 المفكر السوري صادق جلال العظم في برلين عن عمر ناهز 82 عاما، بعد عمل جراحي لم يكتب له النجاح. وكان الكاتب السوري صادق جلال العظم أصيب بورم خبيث في الدماغ. يبقى المفكر السوري الدمشقي صادق جلال العظم من بين المثقفين أو المفكرين العرب، الأكثر سجالية، أو الأكثر شغفاً في صناعة السجالات ومواكبة الجدل الثقافي بنظريات وآراء مختلفة ونقدية وتنويرية. والسجال عنده لم يرتبط بقضية بذاتها، بل يمتد من ما بعد هزيمة 1967 الى «الربيع العربي»، مروراً بخرافة «الحب العذري» وميتولوجيا «إبليس» وقضية رواية «آيات شيطانية» بعد فتوى الخميني بإعدام الروائي سلمان رشدي، وصولاً إلى الإسلام السياسي والعولمة والماركسية واليسار العربي والعلمانية، وفي كل مرحلة كان للسجال وقعه وتأثيره، بين المؤيدين والخصوم. ولد بدمشق سنة 1934 وهو مفكر وأستاذ فخري بجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة. كان أستاذاً زائراً في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون حتى عام 2007. درس الفلسفة في الجامعة الأمريكية، وتابع تعليمه في جامعة يال بالولاياتالمتحدة. عمل أستاذاً جامعياً في الولاياتالمتحدة قبل أن يعود إلى سوريا ليعمل أستاذاً في جامعة دمشق في 1977–1999.عمل أستاذاً في جامعة الأردن ثم أصبح سنة 1969 رئيس تحرير مجلة الدراسات العربية التي تصدر في بيروت. تمت دعوته من قبل عدة جامعات أجنبية ثم انتقل إلى الخارج مجدداً ليعمل أستاذاً في عدة جامعات بالولاياتالمتحدة وألمانيا. كتب في الفلسفة وله دراسات ومؤلفات عن المجتمع والفكر العربي المعاصر. من أعماله التي أثارت جدلا فكريا في السبعينيات، وصل حد محاكمته كتابه «نقد الفكر الديني» (1969)، «الاستشراق والاستشراق معكوساً «(1981)، «ما بعد ذهنية التحريم «(1992) «دفاعا عن المادية والتاريخ»، «في الحب والحب العذري».