نشرت صحيفة «البايس» الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن استعداد الدول الكبرى، والدول المتقدمة اقتصاديا لمرحلة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مع التهديد الواضح للولايات المتحدة باللجوء للأمم المتحدة، في حال فكرت القيادة الأمريكيةالجديدة في عدم احترام الاتفاقيات الدولية، تحديدا في المجال الاقتصادي. وقالت الصحيفة في هذا التقرير ، إن الدول الكبرى في العالم تنتظر بلهفة القرارات الاقتصادية التي سيعلنها ترامب، وهو ما بدا واضحا في أثناء قمة آسيا والمحيط الهادئ التي انعقدت في مدينة ليما، عاصمة جمهورية بيرو، في نهاية هذا الأسبوع. كما أصبحت هذه الدول تنظر في إمكانية خلق تحالفات جديدة تستثني الولاياتالمتحدة، إذ لم يلتزم الرئيس الجديد بقواعد وقوانين اللعبة الاقتصادية. وذكرت الصحيفة أن هذه القمة جمعت البلدان التي تملك اقتصادات ضخمة مثل الصين، والولاياتالمتحدة، واليابان، وروسيا، وغيرها من البلدان المزدهرة مثل استراليا، والمكسيك وكولومبيا. ووفقا لذلك، فإنه من الواضح جدا أن العالم يواجه تيارات مختلفة من الناحية الاقتصادية، تمثلها بلدان آسيا والولاياتالمتحدة وأمريكا اللاتينية، التي راهنت منذ سنوات على الالتزام بمزيد تحرير التجارة في العالم، وإعادة توزيع الأرباح بطريقة أفضل. وأشارت الصحيفة إلى أن فوز ترامب والقبول بمخططاته الاقتصادية المستقبلية، بدأ في إثارة الشكوك حول طبيعة التحالفات الاقتصادية العالمية، وقواعد التجارة الحرة، خاصة في ظل غياب ترامب عن قمة ليما، ما يدل على بداية تشكل تحالف ضده والتفكير في مواصلة الطريق دونه. وهذا ما بدا أكثر وضوحا من خلال اللقاءات الخاصة التي تهدف إلى توسيع اتفاقيات التجارة الحرة، حيث دعت الصين، المعروفة بالعملاق الآسيوي، إلى خلق اتفاق تجاري بديل على المستوى العالمي، وبذل مزيد من الجهد بالنسبة للدول الآسيوية لكسب مساحة كبرى في هذه المشاريع الاقتصادية. وبينت الصحيفة أنه سيتم خلق المزيد من الفرص بالنسبة للشركات الصينية والأجنبية؛ من أجل تبادل النمو والمشاركة في العولمة وتعزيز التنمية المشتركة، مع ضمان تقاسم ثمار التنمية وفقا لآليات أفضل لإعادة التوزيع. وفي هذا الإطار، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ «دعونا نكبّر الكعكة ونوزعها بطريقة أفضل». وأفادت الصحيفة أن الزعماء الذين حضروا القمة كانوا قد توجهوا برسالة إلى ترامب، مفادها أنه إذا لم يحترم الاتفاقيات التجارية أو لم يسع إلى تنميتها؛ فسيتم إقصاؤه منها. أما الرئيس المكسيكي، إنريكه بينيا نييتو، فقد كان عكس الجميع، وتجنب أي انتقاد لترامب، وقال «إننا سوف نفتح مرحلة جديدة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، ونركز على الحوار لبناء برنامج جديد». وأشارت الصحيفة إلى خطاب الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، الذي دافع هو الآخر عن ترامب رغم أن حديثه في القمة كان مقتضبا، خاصة بعد أن تغيب في اليوم الذي تدخل فيه كل من الرئيسين الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين. وفي هذا السياق، قال أوباما إنه «من المهم أن يحصل ترامب على فرصة أخرى، لأنه سيعيد دراسة جميع السياسات التجارية، وأنا أستبعد وجود الكثير من التوترات فيما يتعلق بالاتفاقات التجارية». وتحدثت الصحيفة عن الاتصالات السرية التي يقوم بها أوباما، تجنبا للملاحظات المحرجة من الزعماء الآخرين أو معارضتهم لاحتمال توجه الولاياتالمتحدة نحو السياسة الحمائية. ولذلك أصبحت هذه القمة فرصة غير مريحة بالنسبة لأوباما، الذي يتقابل وجها لوجه للمرة الأخيرة مع بوتين، بعد جملة التوترات التي دارت بينهما في السنوات الأخيرة. وسلطت الصحيفة الضوء على انضمام 12 زعيما إلى برنامج النقاط التجارية، وتذبذب الآراء حول استبعاد ترامب من الاتفاقات التجارية. لكن وفقا لوسائل الإعلام الأمريكية، فإن ذلك على الأرجح سيبقى ممكنا، خاصة أن أوباما لم يقنع الموجودين في هذه القمة برأيه الذي يتمثل في إعطاء فرصة لدونالد ترامب، وتقييم أدائه على ضوء قراراته الاقتصادية. وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن الجميع في انتظار قرارات ترامب ومواقفه، وأن العالم يمكنه المضي قدما دون الولاياتالمتحدة، إذا اختار ترامب السياسة الاقتصادية الحمائية، كما وعد خلال حملته الانتخابية.