صرح رئيس الجامعة الجزائرية لكرة القدم محمد راوراوة بعد هزيمة منتخب بلاده أمام نيجيريا أنه ينبغي الآن التركيز على كأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون ووضع الهزيمة جانبا والتركيز على المستقبل القريب وتصحيح النقائص التي يعاني منها الفريق، هو تصريح لم يجانب الحقيقة التي فرضها النيجيريون وأبعدوا الخضر خطوات عن ضمان التأهيل لكأس العالم بروسيا، في الوقت الذي التزم فيه رئيس الجامعة المغربية الصمت، وأغلق موقع الجامعة الإلكتروني الذي غيّب كل خبر عن الفريق الوطني يوم الاثنين، واكتفى بتعزية أسر لاعبات فريق التضامن عين عتيق اللواتي وافتهن المنية في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين 14 نونبر 2016 بمدخل مدينة عين عتيق، دون أن يعزي المغاربة في نتيجة الكوتديفوار التي جعلت التأهل إلى كأس العالم بروسيا مجرد حلم. هي عادة ليست غريبة عن المسؤول عن الجامعة الذي لا يتوارى عن الأنظار مع كل كبوة، إلى درجة أننا نجد أنفسنا مضطرين إلى استقصاء أخبار الفريق الوطني من مصادر خارجية أو عبر قصاصات محلية يتيمة لا تنشر سوى أخبار « بايتة» أو عادية، وهو ما يحصل اليوم مع ما أصبح يعرف بقضية حكيم زياش لاعب فريق أجاكس الهولندي الذي تغيب عن مباراة يوم السبت بمراكش أمام الكوتديفوار، بل ولم يحضر فترة الإعداد لها بدعوى إصابته في مباراة الدوري الهولندي أمام فاينورد ، وهو الخبر الذي ظل يتردد، تاركا المجال لتناسل الإشاعات حول صحة إصابته من عدمها. نجهل لحدود اليوم حقيقة الموضوع، إلا أن الأخبار المتداولة، إن كانت صحيحة أم لا في غياب تواصل الجامعة مع الرأي العام الوطني، تشير إلى أن اللاعب مستاء من أجواء الفريق الوطني، الذي يظهر أنه عاد إلى عادته القديمة المتمثلة في التكتلات والطوائف، وإلى تعامل المدرب الفرنسي هيرفي رونار مع زياش بطريقة لم ترق للاعب الذي، ربما، فضّل عدم الحضور بدعوى الإصابة، وتشاء الصدف أن يتحدث المدرب الفرنسي في الندوة الصحفية بعد مباراة ملعب مراكش عن تأثير غياب الأحمدي دون الإشارة إلى غياب زياش. وهنا نطرح سؤالا حول المانع الذي فرض على الفريق الطبي لأجاكس عدم إرسال التقرير الطبي الخاص بإصابة نجمه كما ادعت الجامعة. هي حجة واهية تريد من خلالها حجب حقيقة الموضوع وتبرير تخلّف زياش عن الحضور إلى المغرب ومشاركة زملائه في مباراة الكوتديفوار. الأخبار المتداولة تشير إلى أن اللاعب لم يستسغ اتهامه بعدم قدرته على الاندماج مع باقي اللاعبين وأنه يفضل عدم استدعائه إذا كان الموضوع متعلقا بالاندماج في أجواء المرح مع زملائه، وأن دوره ينحصر في الدفاع عن القميص الوطني وليس لشيء آخر. لا نريد أن نستمر في سرد الكثير من الأخبار حول هذا الموضوع وغيره، ولا نريد أن نستفسر عن الجدوى من التفكير في مقاضاة فريق أجاكس الهولندي بحجة تماطله في إرسال التقرير الخاص بزياش وما قد يترتب عنه من مواقف محتملة لباقي الفرق الأوربية التي يلعب لها لاعبون مغاربة، ولا نريد أن نسأل عن حقيقة ما وقع بعد نهاية مباراة المغرب والكوتديفوار ب «السعدي» و» سوفيتيل « و « مارينكسي «، لأن الأخبار تشابهت لدينا ولم نعد نعرف الصحيح منها والإشاعة، ولكننا ننتظر ردا يجيب عن كل الأسئلة وكل الأخبار المتداولة حتى لا نصدق كل ما يقال، وأن يمتلك رئيس الجامعة شجاعة رئيس الجامعة الجزائرية عوض الكلام فقط في ندوات صحفية مقتصرة على الجمع العام للجامعة وبعده يغلق فمه إلى الجمع العام المقبل. نريد من السيد لقجع أن يعترف أن الأموال الطائلة التي تم ويتم صرفها على الفريق الوطني لم تنفع في خلق مجموعة قادرة على الدفاع عن الألوان الوطنية، نريد منه أن يعترف أن تجربة الأطر التقنية الأجنبية لم تحقق شيئا للكرة المغربية، نريد منه أن يعترف أن النظريات الفرنسية لا تتلاءم وواقع الممارسة بالمغرب، نريد منه أن يجيبنا عن الغاية من بطولة وطنية ممنوعة على اللاعب المحلي، نريد منه أن يجيبنا عن دور باقي الأعضاء الجامعيين الذين غالبا ما يصرحون، في منتديات مغلقة لافتقاد الشجاعة وعدم تجمل المسؤولية، أنه لا علم لهم بالقرارات التي تخص الفريق الوطني. فهل يمتلك الجرأة للخروج عن صمته؟ أم أننا سننتظر صدمة أخرى لنكرر نفس الكلام ونفس التساؤلات؟.