«أنا لايهمني تأجيل المباراة، لأن اهتمامي بقي كله منصبا على نتيجة المباراة، والتي أقدر كثيرا الفوز بها» كان هذا تصريح لمدرب فريق أولمبيك آسفي، عبد الهادي السكيتيوي قبل بداية المباراة، التي جمعت فريقه ضد الجيش الملكي بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. السكيتيوي حول كلامه إلى واقع عندما سجل لاعبه الصنهاجي الهدف الأول في الدقيقة71 ، وأكد إبراهيما نديون طموح السكيتيوي بعد دقيقتين من الهدف الأول. أما مصطفى مديح فإن أمل الرجوع في المباراة تلاشى بعد أن أعلن الحكم مبروك عن نهاية اللقاء، بهزيمة قاسية. هزيمة أنست الكل انتصارا خارج الميدان، وجعلت الفريق المسفيوي ينقض على الزعامة مستغلا في نفس الوقت هدية جاره فارس دكالة، المنتصر على المتزعم السابق، الرجاء البيضاوي، وبذلك يكون القرش المسفيوي قد استمتع بصيده وصيد الدفاع الجديدي. بعيدا عن الثلاثة أهداف، فإن المباراة في شوطها الأول أوحت بأنها مباراة اعتمدت الدفاع تاكتيكا، والهجوم للمناورة فقط. هذا النهج أفرغ المباراة من اللعب الجماعي، والبناء المحكم في العمليات، وجعلها تدور في وسط الميدان حيث تكدس اللاعبون، فاختنق اللعب وزاده اختناقا تدخلات الحكم مبروك بصافرته، التي سجلت رقما قياسيا، لأن الحكم مبروك اختلط عليه اللعب الخشن والرجولي، والذي كان فيه التفوق للاعبي الفريق المسفيوي، الذين أظهروا عن قوة بدنية، وطراوة جسمانية عالية مكنتهم من التفوق في كل النزالات، ومكنتهم من فرض طريقة لعبهم خلال الشوط الثاني، الذي عرف فيه المدرب السكيتيوي كيف يقرأ مستوى تحمل لاعبي الفريق العسكري، واستغلها كنقطة ضعف، وكان السلاح اللعب السريع والمفتوح على الأجنحة، والاعتماد على لعب واقعي بعيدا عن كل تلك الزخرفات الفردية، فأصبح الضغط كبيرا على الدفاع العسكري، الذي يظهر أنه يعاني من الكثير من النواقص (سد الفراغات، التراجع بسرعة عند المرتدات، وغياب تغطية قادرة على تعويض الوهن البدني، الذي كان باديا على لاعبيه). هذه النواقص التي استغلها الصنهاجي ونديون في الدقيقتين 71 و73. هذان الهدفان المتتاليان جعلا لاعبي الفريق العسكري يضيفون إلى ضعفهم، ضغطا نفسيا جعل بعضهم يتيه في الملعب ويحمل المسؤولية إلى باقي زملائه، ووحده محمد أمين قبلي كان حاضرا جسدا وبديهة من بداية المباراة إلى آخرها، وتوج حضوره بهدف في الدقيقة 79، أنقذ ماء الوجه وأعان رجال الأمن على جعل جمهور«المكانا» يسترجع هدوءه ويكف عن العبث بالمزيد من الكراسي التي اقتلعت من أماكنها. تصريح عبد الهادي السكيتوي، مدرب اولمبيك آسفي، «كنت أعرف بأن المباراة ستكون قوية، وما أكد ذلك هو عودة فريق الجيش الملكي بانتصار من أمام الواف. بكل صراحة لم آت إلى الرباط من أجل نقطة واحدة، لأن التعادل هو بمثابة الهزيمة بالنسبة لفريقي، الذي يحتل المرتبة الأولى، والانتصار اليوم هو تأكيد على طموحنا الفوز بالبطولة. هذا الطموح الذي لم يكن في البداية موجودا. الآن أصبحنا في المقدمة، ولنا مباراة ناقصة، وهذا فيه من الكثير من تقوية طموحنا.