رغم توثر العلاقة بين رئيس الجامعة الجزائرية لكرة القدم ورئيس الاتحاد الإفريقي الكاميروني عيسى حياتو، فإن راوروة وحسب مصادر من العاصمة الجزائرية قد حاول التقرب من الكامروني كي لا يقف في طريق ترشحه لعضوية مجلس الفيفا الجديد خلال الانتخابات المقررة في نهاية شهر مارس القادم بمدينة زوريخ السويسرية. وقام راورة بمحاولته، وبوساطة مصرية، خلال وجوده بالعاصمة المصرية القاهرة على هامش اجتماعات اللجنة التنفيذية للكاف في نهاية شهر سبتمبر الماضي وكذا أشغال الجمعية العامة لذات الهيئة، محاولا دفع حياتو إلى نسيان ما تسرب من كون رئيس الجامعة الجزائرية حاول الانقلاب عليه، خاصة بعد وقوف رئيس الاتحاد الافريقي ضد رغبة الجزائر في استضافة كأس أمم افريقيا 2017 لصالح الغابون، وحرمان راوروة من الترشح مجددا اللجنة التنفيذية للفيفا في انتخابات شهر ماي 2015، واعتبر الجزائري أن ما حصل لا يعتبر سوى سوء تفاهم. ما يهمنا من الصراع بين الطرفين، ومن رغبة رئيس الاتحاد الجزائري، المشروعة، في التواجد بالفيفا، هو الغياب المغربي مما يحدث، والغاية من كل تحركات رئيس الجامعة المغربية ومن التواجد المغربي بالعاصمة المصرية القاهرة على هامش اجتماعات اللجنة التنفيذية للكاف، ومن كل التظاهرات التي نظمت بالمغرب، ومن تواجد بعض الأعضاء الدائمين مدى الحياة بالمنظمة الافريقية، والذين لا نعرف دورهم بالضبط، خاصة وأن أغلبهم لا يمثلون سوى أنفسهم، لغياب صفة التواجد. الحديث عن هذا الموضوع مرده إلى أن الاتحاد الافريقي قد حدد لائحة الأعضاء المسموح لهم بالتنافس على مقعدين للتواجد بالفيفا في فترة انتقالية تدوم 6 أشهر من 30 سبتمبر 2016 إلى يوم 16 مارس 2017. وقد تنافس عليهما كل من نائبي الرئيس لسيشيلي سوكيتو باتيل، والغيني كابيلي ألمامي كامارا، والملغاشي أحمد عضو اللجنة التنفيذية للكاف ورئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم، وغوك شابور رئيس اتحاد جنوب السودان لكرة القدم، هيما حميدا جيبريلا رئيس اتحاد النيجر لكرة القدم، نيانتاكيي كويسي عضو اللجنة التنفيذية للكاف ورئيس الاتحادية الغانية لكرة القدم، وأوغستين سينغور رئيس الاتحاد السينغالي لكرة القدم، قبل أن يظفر الغيني كامارا والغاني كويسي بالمنصبين، لينضما إلى عيسى حياتو (رئيس الكاف ونائب رئيس الفيفا)، والمصري هاني أبوريدة والتونسي طارق بوشماوي والكونغولي عمر سليمان كونستانت والبورندية نسيكيرا ليديا إضافة إلى الأمينة العامة للفيفا، السنغالية سمّورا فاطمة من السنغال. لائحة تغيب عنها الأسماء المغربية كالعادة، ولا نجد تفسيرا واحد لهذا الغياب سوى أن من يتواجد منهم بالكاف يبقى دورهم منحصرا في سفريات فارغة، عنوانها ملء صفحات جوازاتهم بتأشيرات مختلفة، والتقاط صور لتأثيت ألبوماتهم والتباهي بها على أرصفة المقاهي، دون القدرة على استغلال ما يتوفر عليه الملف المغربي من أوراق ضاغطة قد تغير الكثير من المعطيات التي لا يمكن أن يلتقطها إلا من يملك حسّ المسؤولية وقيمة التواجد في أعلى المراكز بالمنظمات الرياضية، وليس بلجان يبقى التواجد بها غير ذي قيمة تذكر. فالغياب عن مراكز القرار، يجعل من المغرب رقما صغيرا قد لا يلفت إليه الآخرون، إلا عند الطمع في صوته أو في تنظيم تظاهرة بعد أن يعجز النافذون في الكاف عن إيجاد البديل.