شعر .. اغْتيالُ القصيدة

هَا نَشِيدُ الأَنْشادِ مودِّعًا،
ها إِشْعِيَا هارِبًا منْ الصّحْراءِ والخَليلْ،
وهُمْ كَمَا هُمْ.
عادَ الحجّاجُ منتشيًا،
ومُمْتَطِيًا جَوادًا لا صَهْوَةَ له،
يَفْرِكُ اليَدَيْن فَرَحًا لدِمَاءٍ مُتَرَقْرقة بيْن قصائِدِ الشّعراء.
طالَ ليلُ القبيلهْ،
وَهُمْ حيْثُ هُمْ،
في انْتظارِ الغَمامِ، لا ريْثٌ ولا عَجَلُ.
يالَيْلُ،
طالتْ حُلْكَتُك؟
كَمْ يلْزَمُنا من شُمُوع كيْ نَلْعَنَ الظّلامْ.
لمْ يسْتَحُوا،
صلّى الشّاعرُ صلاةَ الدّمِ،
مشى مترنِّحًا بِأَشْعارِ الخليلِ،
أعْلَنَ هذا الحبّ غير مُكْترِثٍ
أكَلوُا لحْمَ الخليلِ مُوَزَّعًا كأعْناقِ الرّياحين.
يا ليْلُ،
الشُّعَراءُ فيكَ يتبعُهُم العاشقون،
لِهَذا أباحَ الشِّعْرُ دَمَهُ واسْتراحَ؟
يا ليْلُ،
اخْتِصَارًا للْحياة،
حَوّلُوا الحبْلَ ضَفيرَه،
فَاَلْقَتِ القَصيدَةُ حِمْلها خَوْفًا من المَخاضْ.
بقايا دَمٍ على طائرٍ قتيلْ،
صُكُوك الخَليل لمْ تَغْفرْ لَهَُ ما تأخَّرْ،
وما ينْبغي لَهْ.
ظَلَّ لَوْنُ الطّائرِ أحمَرْ.
كمْ نحتاجُ من الأَلْوان.
أهْمِسُ في أُذُنِ حبيبي:
لماذا أفْلَحوا في تَعْريب ضَفائِرِ فارِس.
يا ليْلَ القبيلةِ،
هائِمَةَ أنَا لا ألْوِي ولا أنْوي،
أحْتمي بالبَحْرِ وبالنّهْرِ وبِالشَّجَرْ،
كيْ لا يسْرِقَ الغَمَامُ الكلامْ.
لأُعيدَ للشَّجرِ أوّلَهْ، وتُعطي للشّاعِرِ أَمَلَهْ.
يا ليْلُ،
كلّ يوْم، عنْدَ الفجرْ،
أَرَى في عُيُونِهم رُعْبًا خريفيّا
مِنْ طائرٍ مُحَلِّقٍ في الهَوَاء.