احتضن فضاء جمعية أبي رقراق بسلا في الأيام القليلة الماضية فعاليات المهرجان الوطني التاسع عشر للأغنية المغربية، وهو المهرجان الذي دأبت النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة على تنظيمه، إذ عرفت هذه الدورة بالإضافة إلى دعوة العديد من الشباب المبدع للمشاركة في هذه المهرجان تكريم الفنان محمد الغاوي الذي منح له العود الذهبي اعترافا لما أعطاه من نفس جديد للأغنية المغربية. التكريم للفنان المغرب له طعم خاص، وله معان كثيرة. التكريم يتم بين إخواني الفنانين من خلال النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة التي أنا واحد من مؤسسيها وهذا تتويج لمسار فني عمره 40 سنة تقريبا، من النجاح والفشل، ومن مجموعة من الصعوبات التي اعترضتنا، لكن التتويج يقول الفنان محمد الغاوي، هو مستحق ليس في حقي كشخص فقط، بل للأغنية المغربية، من أجل المزيد من العطاء. ويرى الفنان الغاوي أنه حينما يعترف الجمهور الفنان، فإنه يحفزه على المزيد من العطاء في الميدان الفني وتذكير الجمهور بالزمن الجميل ما أحوجنا يقول إلى أغنية تذكرنا بزمن الاغنية الراقية وزمن الكلمات الهادفة لأنه أصبحنا للأسف في زمن نسمع كلمات تخدش الحياء. نحن في مرحلة جد حرجة وعلينا أن نضاعف من مجهوداتنا لنرقى بالعمل الفني استجابة لتطلعات الجمهور المغربي الذي ينتظر منا الشيء الجميل. وفي سؤال لجريدة الاتحاد الاشتراكي حول ما إذا كان هذا التكريم المستحق إجابة عملية عن تنكر للجيل الجديد لمثل الفنان الغاوي وغيره؟أكد أن الواقع يفرض نفسه. وأنه لما يلتقى بالشباب الحالي، فإنهم يعترفون بالرواد وبمن وضعوا الإسم للأغنية المغربية، ومنهم أيضا من سبقونا كالأساتذة أحمد البيضاوي، عبد القادر الراشدي، محمد بنعبد السلام وغيرهم، ونحن كجيل وسط ، كنا دائما نعترف بأساتذتنا، وهذا هو سر نجاحنا، وإذا لم يعترف بنا الجيل الجديد، فأكيد سيكون ذلك بداية الفشل. فالأغنية التي تستمر 6 أشهر، ليست هي الأغنية التي يتغنى بها الشعب المغربي لمدة 50 سنة، فالرواد الذي سبقونا مازلنا نتغنى بأغانيهم في جميع محافلنا وأفراحنا العائلية، بخلاف أغاني »السندويتش« التي تنتهي في زمن قياسي. وفي سؤال حول جيل الفنان محمد الغاوي الوسط الذي انصهر مع جيل الرواد وأعطى عملا فنيا كتب له النجاح والازدهار؟ من هنا كان من المفروض أن يكون نفس الانصهار من طرف الجيل الجديد عن هذا السؤال يقول الفنان محمد الغاوي. نحن الآن في مرحلة العولمة والتكنولوجيا، وربما هذا الجيل محظوظ، لأنه أصبح بمقدوره أن يبعث أغنيته للعالم من خلال هاتفه النقال. وإلى الشباب يقول فناننا الغاوي: ضاعفوا من هذه المجهودات. وإن الدعاية المزيفة،تجعل الأغنية تعيش فترة وجيزة وتنتهي، بخلاف الأغنية التي لها دعامات وركائز فإنها تستمر، والدليل واضح. هذا لا يعني أنه ليست هناك أسماء في المستوى. بالعكس هناك من استطاع أن يصل إلى العالمية. وهذا واقع لا يمكن أن ننكره مثل سعد لمجرد. فيجب علينا أن نعترف أن هناك شبابا حققوا قفزة نوعية في هذا المجال. محمود الإدريسي عدد خصال الفنان المحتفى به وهو الفنان محمد الغاوي، الذي هو من مؤسسي النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة الذي أعطى الكثير والكثير للأغنية المغربية فهو إنسان مرهف ومتشبث بخدمة الأغنية المغربية، وقد راكم عطاءات عدة في هذا المجال. وقد أهدى الفنان محمود الإديسي، العود الذهبي للفنان محمد الغاوي اعترافا لما قدمه من تضحيات للأغنية المغربية. وقدم أغاني لن ينساها الجمهور المغربي،وهو طبعا مازال في أوج عطاءاته. الشاعر الغنائي ومدير المهرجان أحمد وهبي، أكد في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن هذه الدورة تم فيها تكريم أحد الوجوه الفنية التي أعطت الكثير للأغنية المغربية ويتعلق الأمر بالفنان محمد الغاوي، كما ارتأت النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة أن ترعى أصواتا شابة في إطار رسالة النقابة لتلاقح التجارب، وانصهار الأجيال. كل ذلك طبعا من أجل خدمة الأغنية المغربية. فقرات دورة المهرجان، نسقتها المبدعة بسمة الحياة خديجة أمرك من خلال تقديم هذه الدورة، حيث توقفت في إدارة هذا التنشيط من خلال ملء البياضات ما بين فقرة وأخرى، باستعمال كلمات شفافة ورقيقة. انضافت إلى مواد هذا المهرجا بالإضافة إلى أغان مشتركة تتغنى بالوطن شارك فيها بشكل جماعي وتلقائي محمود الإدريسي، محمد الغاوي والمشاركون، وعرفت الدورة مشاركة العديد من الأسماء الشابة مثل الفنانة غزال عبد النور، شيماء زغلول، بشرى أوعكى، أمينة بطاش، لمياء زلاغ، عبده أنور، هشام صبري، سفيان صفاء الروح، مروان حيداوي، راغب أشرف، محمد حمدي، بصحبة الفرقة الموسيقية برئاسة الفنان سعيد المجاهد.