أبرز مكتب ماكنزي في تقريره الجديد حول الاقتصاد الافريقي، تحت عنوان مسيرة الأسود 2، التجربة المغربية في مجال التصنيع، داعيا إلى اتخاذها كنموذج من طرف باقي البلدان الإفريقية، نظرا إلى النتائج التي حققتها خلال العقد الأخير. وأوضح القرير أن استراتيجية التنويع الاقتصادي التي اعتمدها المغرب، من خلال مجموعة من المخططات التنموية القطاعية، تميزت بكونها تندرج تحت رؤية وطنية طويلة الأجل بأهداف شفافة، والتي تعطي إشارات واضحة للمستثمرين في القطاعات المستهدفة. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية أعطت نتائج باهرة في المجال الصناعي، خاصة في قطاع صناعة السيارات حيث مكنت من مضاعفة صادراته 12 مرة من 400 مليون دولار في 2004 إلى 5 مليار دولار في 2015، أي بمعدل 26 في المائة في السنة. واشار التقير أن طنجة، حيث المنصة الصناعية الجديدة للسيارات، خلقت فرص شغل أكبر ثلاثة مرات من باقي البلاد. ولوحده أفرز قطاع السيارات 67 ألف عمل بين 2004 و2015، استقطب رونو وبوجو ، اللتان استثمرتا معا 2 مليار دولار في قدرات انتاجية تصل إلى 650 ألف سيارة في السنة و200 ألف محرك. وتمكنت البلاد من تشكيل منظومة صناعية متكاملة حول السيارات عبر استقطاب مستثمرين كبار من قبيل ديلفي ولينامار وسيمولدس. كما تمكن المغرب أيضا من تطوير صادراته في قطاعات أخرى كصناعة الطائرات، التي توظف حاليا 11 ألف شخص. وأوضح التقرير أن الفضل في هذا الانجاز يعود لاعتماد استراتيجية طويلة الأمد انطلاقا من ميثاق الإقلاع الصناعي في 2009، إلى اعتماد مخطط التسريع الصناعي في 2014، والتي مكنت البلاد من خلق مناطق صناعية متخصصة وبنيات أساسية ملائمة. ومن خلال ذلك استطاع المغرب أنن يحسن مركزه في مجال اللوجستيك من المرتبة 94 في 2007 إلى المرتبة 50 في 2012 حسب البنك العالمي. وأشار التقري إلى أن الصناعة تشكل قارب النجاة بالنسبة للاقتصاديات الإفريقية التي دخل معدل نموها الاقتصادي مرحلة فتور مند 2010 بسبب ىتداعيات الربيع العربي وهبوط صادرات النفط الإفريقية وتقلبات أسواق المواد الأولية. وأوضح التقرير أن ثلاثة أرباع فرص النمو في إفريقيا موجودة في الصناعة التي توقع أن تضافمعدل النمو خلال العقد المقبل وتخلق ما بين 6 إلى 14 مليون عمل في القارة السمراء. وأشار التقرير إلى أن المغرب من ضمن الدول الستة الكبرى الإفريقة التي تعرف تباطؤا في معدلات نموها خلال الخمس سنوات الأخيرة. غير أن بحثا ميدانيا للمكتب ماكنزي أبرز أن المستهلك المغرب متفائل رغم الأزمة. وقال إن المستهلك المغربي يتوقع على العموم تحسنا في دخله أكثر مما يتوقع ترديا. واشار إلى أن 62 في المائة من المغاربة المستحوبين يعتزمون الإنفاق في شراء الملابس في حال حصولهم على أموال إضافية، فيما يفضل 46 في المائة مهنم الانفاق في شراء أجهزة وأدوات مختلفة، و28 في المائة في الأطعمة. ويعتزم 32 في المائة الادخار في حال حصوبهم على دخل إضافي.