تواجه ساكنة تامسنا عدة مشاكل مرتبطة بانطلاقة هذه المدينة كمدينة جديدة، حيث عانت منذ بداية المشروع تعثرا كبيرا في تسليم الشقق لأصحابها في الوقت المناسب، وبات واضحا أن المشاكل الاجتماعية والمادية التي عانى منها العديد من زبناء «شركة جنرال كونتراكز المغرب» التي لاقت صعوبات كبيرة في إتمام الأشغال للمشاريع السكنية لها، ولم تفي بالتزاماتها إزاء عدد كبير من زبنائها في بداية المشروع، وواقع الحال يبين أن هناك مشاكل إضافية جديدة للساكنة الحالية بعين المكان. وأوضح الهاشمي ميلود رئيس جمعية تامسنا للتنمية والتضامن التي تأسست في سنة 2009 في حوار له مع جريدة»الاتحاد الاشتراكي»، أن إقحام مدينة تامسنا في الجماعة القروية سيدي يحيى زعير فيه نوع من التعسف والحيف، ويتجلى ذلك في نوعية وجودة الخدمات العمومية اليومية للسكان، حيث ان مدينة تامسنا التي تضم حاليا أكثر من 13 ألف ساكن لا تشعر أن هناك خدمات عمومية مقدمة لها. ويسوق الهاشمي مثالا على ذلك بإشكالية جمع النفايات التي تكفلت به جماعة سيدي يحيى زعير، متسائلا كيف لجماعة قروية لا تستطيع أن تلبي حاجيات ساكنتها القروية القليلة، فبالأحرى أن تفي بالاستجابة لخدمات ومتطلبات إضافية لمدينة تامسنا التي تضم حاليا أكثر من 13 ألف نسمة، ومن المنتظر أن تستقطب في السنوات المقبلة أكثر من 270 ألف نسمة، ما يوازي ديموغرافيا بحسب أحد مسؤولي العمران، مدينة بني ملال. وفي السياق ذاته استغرب الهاشمي كيف لهذا العدد الهائل من السكان أن يبقى خارج تغطية خدمات البريد وتغطية شبكة الهاتف الثابت لبعض الأحياء خاصة حي الوازيس الذي يضم 85 فيلا. وأضاف رئيس جمعية تامسنا للتنمية والتضامن أن هناك مشكلا آخر يؤرق الساكنة المتمثل في التأخير الذي تستغرقه الوكالة المحلية للمكتب الوطني للكهرباء في الاستجابة لملفات طلب الاشتراك في الكهرباء والتي تصل في بعض الأحيان لمدة تقدر بأكثر من شهر. والأنكى من هذا أن بعض المهاجرين المغاربة من كندا وألمانيا... الذين حلوا بأرض الوطن من اجل قضاء مثل هذه المآرب خلال عطلهم السنوية لكن انقضت أيام العطلة السنوية بدون جدوى. وعبر الهاشمي بنفس المناسبة عن التخوف الذي ينتاب الساكنة من تحويل مدينة تامسنا إلى وعاء عقاري لإيجاد حل لإشكالية أحياء الصفيح بالرباط وتمارة، ومن هذا المنطلق وتلافيا لكل ما من شانه أن يشوه المجال ويجعله غير منسجم في كليته، وبالتالي التأثير على جمالية المدينة، نطالب كجمعية ممثلة للسكان بالعمل على الاحترام التام لتصميم التهيئة الخاص بالمدينة، كما نتشبث ألا يتجاوز السكن الاجتماعي النسبة المخصصة له في الأصل حين تم وضع هذا المشروع. أما على مستوى النقل الحضري، سجل الهاشمي أن شركة ستاريو المكلفة بالتدبير المفوض للنقل الحضري بالرباط سلاتمارة الصخيرات، تتعامل بنوع من الاقصاء والتهميش تجاه هذه المدينة، حيث مازالت هذه الشركة لم تخصص بعد حافلات جديدة لساكنة تامسنا عوض الحافلات المهترئة المشتغلة حاليا. وفي الأخير شدد الهاشمي على أن المدن الجديد بالعالم اليوم تعتبر أن البعد البيئي يشكل إحدى الأولويات الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار في إعداد المجال والتراب، وساكنة تامسنا تتساءل بدورها هل تم احترام هذا البعد في مدينة تامسنا خاصة في تهيئة المجرى الأعلى لوادي ايكم والغابة المجاورة للمدينة، ونريد من هذه المجالات أن تكون مجالات حيوية ومندمجة داخل النسيج الحضري للمدينة.