على بعد أيام من انطلاق أولمبياد ريو دي جانيرو، نسمع نفس أسطوانة ما قبل أولمبياد لندن، حيث العزف على نغمة التفاؤل، وهو كلام لا يخرج عن المتمنيات، لأن القوي لا يتمنى، بل يحدد كمية الحصيلة ومركز الترتيب قبل انطلاق المنافسات من مضحكات المسؤولين عن الرياضة المغربية هو القفز على الواقع ونسج أحلام لا تتماشى وما نعاينه يوميا من تراجع للرياضات الوطنية، والغريب أن لا أحد منهم يملك القدرة على الجهر بحقائق الأمور. لا نكاد نفهم إن كان ما يصرحون به نابع عن قناعة، أم أنهم يرددون ما يملى عليهم من طرف بعض رؤساء الجامعات، أم أنهم يبنون أحلامهم على نتائج تبدو متميزة، لكنها لا تتجاوز حدود الإقليمي أو القاري إلا في مانذر. فما حققته بعض الرياضات، وإن كان مشجعا، فإنه لا يرقى إلى مستوى التنافس على المستوى العالمي، لأن الأرقام هي المحدد الوحيد للتألق والقدرة على المنافسة على الميداليات، مقارنة بمستوى الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية القادمة بالبرازيل. وحتى إن استطاع الوفد المغربي الحصول على بعض الميداليات، ونشك في ذلك، فإنها ستبقى حصيلة متواضعة مع ما سيجنيه الآخرون، لأننا غالبا ما نعيش، أو ما يريدون أن نصدقه، أننا احتلّينا أحد المراكز المتقدمة في سبورة الترتيب، دون الإشارة إلى الفارق المهول في الميداليات بيننا وبين الآخرين. واليوم، وعلى بعد أيام من انطلاق أولمبياد ريو دي جانيرو، نسمع نفس أسطوانة ما قبل أولمبياد لندن، حيث العزف على نغمة التفاؤل، وهو كلام لا يخرج عن المتمنيات، لأن القوي لا يتمنى، بل يحدد كمية الحصيلة ومركز الترتيب قبل انطلاق المنافسات. قبل لندن، نتذكر تصريحات الوزير السابق وبعض رؤساء الجامعات الذين استفادوا من 380 مليون درهما لإعداد رياضيين ذوي « المستوى العالي « ، ليختفوا بعد العودة، وليعود الوفد محملا بالهدايا، من عطور وشوكولاطا وصور بجانب ساعة بيغبن وما جاورها، وميدالية من النحاس يتيمة، ولنكتشف معها حجمنا الحقيقي الذي لا تخفيه مساحيق تصريحات الكاميرات ولا عناوين جرائد آخر ساعة ولا الميكروفونات المدفوعة الأجر، وهو نفس الكلام الذي ردده الوزير الحالي الذي عبر عن تفاؤله بالمشاركة المغربية في دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها ريو دي جانيرو البرازيلية، معتبرا أن حجم الوفد المكون من 13 نوعا رياضيا سابقة على مستوى المشاركة المغربية، وأن التمثيلية تطال مختلف الرياضات الأولمبية، لينسى أن 13 نوعا رياضيا فقط، هو عنوان تواضع الرياضة الوطنية مقارنة مع الدول المشاركة، ونسي أيضا أن الرقم لا يمثل سوى نسبة مئوية هزيلة من الأنواع الرياضية الأولمبية. لا نريد أن نقارن المغرب بأمريكا أو روسيا أو الصين وغيرهما من القوى الرياضية العالمية، لأننا نخشى على الوزير من الشلل النصفي أو السكتة القلبية مع ضخامة الوفود، لكننا نحيطه علما أن الجزائر مثلا ، ستشارك ب 65 رياضيا، وتونس 60 رياضيا، ومصر 83 رياضيا، ولكي نضعه في الصورة الحقيقية لرياضتنا، حتى لا تنطلي عليه حكايات بعض ممن يزينون له العروس الشمطاء، هذا إن كان لا علم له بمجريات وتاريخ الرياضة الوطنية، فعدد المشاركين من الأبطال المغاربة في كل الدورات الماضية بلغ 461 رياضيا، مثلوا 19 نوعا رياضيا بحصيلة 21 ميدالية ما بين ذهبيات وفضيات ونحاسيات، وإذا ما أضفنا إليها الوفد المشارك في أولمبياد لندن 75 رياضيا والميدالية النحاسية الوحيدة، سنقف على حجم الفقر الرياضي المغربي. لا نريد أن نكون متشائمين، ونتمنى أن يعود الوفد المغربي بغلة وافرة من البرازيل، لكننا لسنا من النوع الذي يشتري جلد الدب قبل قتله، خوفا من أن نصاب بدورنا بالشلل النصفي أو السكتة القلبية، ولأننا نعلم حجم رياضتنا ولا ننتظر من أحد أن يرسم لنا صورة يحددها على مقاسه ويقتات منها، وهي حتما تبقى مخالفة للحقيقة.