تعلق الأوساط الرياضية آمالا عريضة على بعض الأنواع الرياضية في الصعود إلى منصات التتويج في دورة الألعاب الأولمبية، التي ستحتضنها ريودي جانيرو البرازيلية من 5 إلى 21 غشت المقبل، وفي مقدمتها ألعاب القوى، التي شكلت على الدوام قاطرة الرياضة الوطنية في كبريات التظاهرات، والملاكمة والتيكواندو والجيدو بالإضافة إلى الفروسية التي ستشارك لأول مرة في الألعاب بعد مائة سنة في شخص الفارس المغربي وعبد الكبير ودار وفرسه كويكيلي. فعلى الرغم من مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية منذ دورة روما 1960 بسبعة وعشرين نوعا رياضيا، فإن الحصيلة ظلت دون مستوى التطلعات، ذلك أنه باستثناء ألعاب القوى والملاكمة لم تنجح باقي الرياضات في انتزاع إحدى الميداليات مهما كان نوع معدنها. فهذان النوعان حصدا لوحدهما 22 ميدالية، 19 منها كانت من نصيب ألعاب القوى، منها ست ميداليات ذهبية وخمس فضيات وثمان نحاسيات، فيما كان رصيد الملاكمة ثلاث نحاسيات. ويمثل المغرب في دورة ريو دي جانيرو 49 رياضيا سيتبارون في 13 مسابقة وهي ألعاب القوى (20) والملاكمة (8) والدراجات (3) والجيدو (3) والتايكواندو (3) والمصارعة (3) ورفع الأثقال (2) والسباحة (2) والكانوي كاياك (1) والمسايفة (1) والفروسية (1) والرماية (1) والغولف (1). وإذا كان المغرب دخل تاريخ الألعاب الأولمبية من بابه الواسع بفضل فضية الراحل عبد السلام الراضي في سباق الماراطون في دورة روما، وبعدها حصد عداؤوه وعداءاته الذهب والفضة والنحاس، فإن هذه الرياضة تبقى حصان الرهان على الرغم من اعتزال العديد من نجومها والتي كان آخرها هشام الكروج ونزهة بيدوان. وتزهو أم الرياضات بكونها الوحيدة التي منحت المملكة ستة ألقاب أولمبية بواسطة بطلة و أربعة أبطال لا يشق لهم غبار ويتعلق الأمر بنوال المتوكل (400م حواجز في لوس أنجلوس 1984) وسعيد عويطة (5000م في لوس أنجلوس 1984) وإبراهيم بوطيب (10 آلاف م في سيول 1988) وخالد السكاح (10 آلاف م في برشلونة 1992) وهشام الكروج صاحب الثنائية التاريخية (1500م و5000م في أثينا 2004). وتعود أول مشاركة مغربية في الألعاب الأولمبية إلى دورة روما عام 1960 حيث سجلت الرياضة المغربية حضورها في عشرة أنواع. وسيقود الكتيبة المغربية لألعاب القوى إلى ريو دي جانيرو عبد العاطي إيكيدر بطل العالم داخل القاعة 2012، وبطل العالم للشباب 2004، برونزية أولمبياد لندن 2012، وبرونزية بطولة العالم 2015 بالهواء الطلق في مسافة 1500 متر، التي سيشارك فيها ، ومليكة عقاوي صاحبة الميدالية الذهبية لسباق 400 متر للسيدات بدورة الألعاب العربية الثانية عشرة بقطر، وحلت ثالثة في سباق 800 ٬ ضمن ملتقى شنغهاي (الصين)٬ المحطة الثانية لجائزة العصبة الماسية لألعاب القوى 2013، كما شاركت في بطولة العالم للألعاب القوى في موسكو و هشام السيغيني ، برونزية الألعاب الأولمبية «فتيان» بسنغافورة 2010، وبرونزية بطولة العالم شبان برشلونة 2012 بسباق 3000متر موانع، برونزية البطولة العربية بسباق 5000 متر سنة 2011. كما شارك العداء هشام السيغيني بأولمبياد لندن 2012، وبطولة العالم ببكين 2015، كما فاز بملتقى ستوكهولم بسباق 3000 متر موانع السنة ذاتها. كما تبقى الآمال معقودة على رياضة الملاكمة، التي ستكون ممثلة بثمانية ملاكمين يقودهم البطل العالمي محمد ربيعي الفائز بالميدالية الذهبية واللقب العالمي في زن 69 كغم في بطولة العالم التي اقيمت في قطر والمتوج بلقب افضل ملاكم عربي و عالمي في السلسلة الدولية للعام 2015 وهو يعد اول ملاكم عربي وافريقي ينال لقبا في بطولة العالم للملاكمة، على الرغم من أن الطريق إلى منصة التتوج لن تكون مفروشة بالورود، في ظل مشاركة نجوم عالميين وفي مقدمتهم الكوبيون والأمريكيون. وتبقى الأنظار أيضا موجهة إلى لاعبي رياضة التيكواندو الثلاثة ، عمر حجامي (وزن 58 كلغ) ونعيمة بكال (وزن 57 كلغ) و وئام ديسلام (وزن أكثر من 67 كلغ). فالثلاثة اكتسبوا تجربة كبيرة ونالوا ألقابا عربية وقارية وحققوا نتائج مشرفة في كبريات التظاهرات العالمية، ومكنوا المغرب من تبوء مراكز متقدمة على الصعيد العالمي. وكما ستشد الأنظار كذلك إلى رياضة الفروسية في شخص الفارس عبد الكبير مع الفرس «كويكلي دو كريسكر» الذي تمكن من التأهل لدورة الألعاب الأولمبية بعد تصدر ترتيب المجموعة السادسة للترتيب الأولمبي بعدما احتل المركز الثالث في بطولة «جلوبل تور» العالمية لقفز الحواجز فئة خمسة نجوم في مونتي كارلو وبالجائزة الكبرى (هيرميس) للقفز على الحواجز. كما نال هذا الفارس المغربي ودار (53 سنة والرتبة ال44 عالميا)، الذي صنفته الفيدرالية الدولية للفروسية، رفقة كويكلي دو كريسكير لقب أفضل ثنائي سنة 2015 ، بالجائزة الكبرى هرميس عقب تحقيقه لتوقيت 36 ثانية و40 جزء من المائة ، بعد ان قطع المطاف دون خطأ، في مباراة السد امام المصنف ثانيا في العالم الاسكتلندي سكوت براش الذي كان ممتطيا (هيلو فورأفر)، والبطل الاولمبي ضمن الفرق سنة 2012 ، وبطل أروبا للفرق سنة 2013، الذي حقق توقيت 38 ثانية و78 جزء من المائة. وتعتبر مسابقة (هيرميس) بحواجزها التي تصل إلى 1.60 متر فضلا عن تطلبها لتقنية عالية ، احدى المسابقات الاكثر صعوبة عل الصعيد الدولي . ولخامس مرة على التوالي ستكون السباحة الوطنية حاضرة في الألعاب الأولمبية بريو بعد دورتي سيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012 من خلال بطلين ادريس لحرايشي : 100 متر سباحة على الظهر و نورة مانا : 50 متر سباحة حرة. وبعد غياب دام لسنوات، ستكون رياضة المسايفة حاضرة في الألعاب الأولمبية، بواسطة يسرى زكراني في اختصاص سلاح الشيش. وإذا كانت بعض الرياضات تتطلع إلى كسب ميداليات فإن أقصى ما ينتظر من مشاركة رياضات أخرى، رغم حضورها المنتظم هو التمثيل المشرف في الأولمبياد البرازيلي، التي تغيب عنه الرياضات الجماعية الوطنية وفي مقدمتها كرة القدم، التي كانت حاضرة في دورتي سيدني 2000 وأثينا 2004 و لندن 2012.