دفعت الأزمة المالية التي تمر منها جل أندية البطولة الاحترافية، الفرق المغربية إلى التقيد بإقامة معسكرات إعدادية داخلية دون السفر إلى الخارج قصد الإستعداد للنسخة الثانية من بطولة اتصالات المغرب، وخاصة في الديار الأوربية التي أصبحت الوجهة المفضلة لعدد من الأندية المغربية الممارسة بالدرجة الأولى، وتحديدا في إسبانيا والبرتغال وتركيا، وهي المعسكرات التي أصبحت تكلف مبالغ مهمة، وتستنزف الشيء الكثير من ميزانيات الفرق المغربية، التي تعاني أغلبها عجزا بالملايير في بورصة أرقامها الحسابية. وضع معقد وغير مريح جعل بعض الأندية ممن اعتادت هذا التقليد وجعلته » سنة« في السنوات الأخيرة الماضية تتجه نحو إلغاء معسكراتها، كما هو الشأن بالنسبة للرجاء والمغرب التطواني ونهضة بركان. وكان الرجاء الموسم الماضي قد عسكر بتركيا، تحت إشراف المدرب الهولندي رود كرول، وهو التربص الاعدادي الذي كلف ميزانية الفريق الأخضر نحو 40 مليون سنتيم، وبرمج الفريق البيضاوي هذا الموسم برنامجا إعداديا كان من المفروض أن يتخلله معسكر إعدادي بإسبانيا، قبل أن تلقي الأزمة المالية الخانقة التي يمر منها وصيف بطل العالم بظلالها، ليتم إلغاؤه والاتجاه نحو إكمال استعدادات الفريق بمدينة إفران، بعد موافقة رشيد المدرب الطاوسي. ويعاني الرجاء البيضاوي من عجز مالي مهول ومديونية ضخمة، عجلت بالرئيس الجديد سعيد حسبان إلى الخروج للرأي العام طلبا لمساعدة وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل تجاوز هذه المرحلة الحرجة، التي يجتازها النادي الموشك على الإفلاس، وهو الأمر الذي تتشاركه معه بعض الفرق الأخرى وإن لم يكن بنفس الحدة. من جهتها ستحرم أندية الوداد الرياضي والكوكب المراكشي والفتح الرباطي، التي تمثل المغرب قاريا في مسابقتي عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، من فرصة إقامة تربصات إعدادية خارج المغرب بسبب التزاماتها بأجندة مبارياتها الإفريقية في دور المجموعتين من كل مسابقة، وهو الأمر الذي سيفوت عليها فرصة الاستعداد لنسخة البطولة، التي ستنطلق في نهاية أول أسبوع من شهر شتنبر. حري بالذكر أن الوداد البيضاوي سافر إلى البرتغال صيفي 2014 و 2015للإستعداد هناك بمدينتي فارو ولشبونة على التوالي، بتزكية من الويلزي جون توشاك، وهو التقليد الذي من الممكن أن لا يتكرر هذا الموسم بفعل رزنامة مباريات الفريق الإفريقية، مما سيحتم على توشاك ومساعده موسى نضاو الاكتفاء بالإعداد البدني والتقني للاعبين بالمغرب، وهو الأمر الذي سيجد الفتح الرباطي نفسه في مواجهته، بعدما كان في شهر غشت من الموسم الماضي بمدينة ماربيا الاسبانية، التي احتضنت استعدادات فريق العاصمة الإدارية.