مرض السكري هو مرض مزمن، يتطلب رعاية خاصة، لأنه مع مرور الوقت وفي حالة ما لم يكن متوازنا، وذلك على امتداد سنوات، فإنه يؤثر على شبكية العين تأثيرا لا رجعة فيه، بحيث يصبح المشهد شبيها بالمكان الذي يندلع فيه الحريق وتأتي فيه ألسنة النيران على كل ما تجده أمامها، وبالتالي فنفس الأمر ينطبق على مرض السكري الذي يتعين على مرضاه الحفاظ على توازنه، وهو الأمر الذي يعتبر ممكنا على اعتبار أن هناك الكثير من المرضى الذين يتعايشون مع المرض لسنوات تترواح ما بين 20 و 30 سنة، دون أن يكون له أي تأثير على شبكية العين، بالنظر إلى احترام الحمية، مما ينعكس إيجابا على الخزان الذي تتوفر فيه المعايير التي يقبلها الجسم. ويجب التأكيد على أنه سواء بالنسبة للمريض الذي يخضع للعلاج بحقن الأنسولين أو بغيرها، فإن هذا الأمر لا يعتبر معيارا على خطورة الداء، لأن المعيار الفعلي هو مدى توازن السكري من عدمه، على امتداد سنوات طويلة، وهنا يجب أن أنبه إلى أن الأشخاص المرضى بالسكري الذين لا يتابعون العلاج بالأنسولين، يعتقدون خطا أن مرضهم هو ليس بالخطير، والحال أن السكري إذا ما لم يكن متوازنا فإنه على المدى البعيد يعتبر خطيرا جدا، وهو ما يعكسه الخزان الذي يتجاوز المعايير المتفق عليها المتمثلة في نسبة 7 في المئة، مما يعرض كل الأعضاء التي تكون فيها أوعية دقيقة جدا للضرر كما هو الحال بالنسبة للعين، القلب، الكلي، وبالتالي فمن يعاني من مشكل على مستوى الشبكية، فهو بالضرورة سيكون أمام مشكل على مستوى القلب والكلي، التي هي عناوين على عدم توازن السكري، وهو ما يعني بان المريض وصل مرحلة خطيرة، وأظن شخصيا أنه في هذه الحالة ينطوي الصيام على خطورة، خاصة في الفترة التي تكون فيها ساعات النهار طويلة، لأنه ومن أجل حماية الجسم يتعين على مريض السكري، احترام مواعيد الأكل التي لا تتمثل في 3 وجبات، وإنما في عدة وجبات متفرقة حتى يتفادى الجوع مع عدم الإكثار من الأكل، وعليه فإن الصيام يكون عائقا أمام احترام هذا النمط الغذائي، مما يستوجب الحرص على الحمية المتبعة التي تعتبر قاعدة أساسية لتفادي التعرض لمشاكل خطيرة على مستوى شبكية العين.