يجد الأطباء صعوبات جمّة مع بعض المرضى الذين لا تسمح لهم وضعيتهم الصحية بالصيام، وذلك من أجل إقناعهم بعدم الصوم، بحيث يعتبرون ذلك «تهجما» على الإسلام، أو يعبرون عن خشيتهم من تصنيفهم في دائرة الكفار إن هم ماتوا وهم غير صائمين، فالإفطار في رمضان بالنسبة لهؤلاء المرضى يطرح لهم مشكلة نفسية واجتماعية يصعب عليهم تجاوزها. وفي هذا الإطار يلزم على الطبيب أن يتمتع بالإضافة إلى مهاراته العلمية بمهارات تواصلية وسيكولوجية ودينية، لمقاربة مسألة الإفطار في رمضان عند المسلم. وتشكل الأمراض المزمنة غير المستقرة وغير المتحكم في تطورها خطرا على صحة المريض الصائم، وفي كل الحالات يوصي الطبيب بعدم الصيام حسب عدة أسباب، من بينها السن، توازن العوامل البيولوجية، وجود مضاعفات، المستوى الثقافي للفرد، الثقافة الطبية والعلاجية عند الفرد، الأمراض المصاحبة للمرض المزمن، تحفيز المريض ومستوى التزامه وتتبعه للعلاجات، القرب من قسم المستعجلات. وينطوي الصيام عند الأشخاص المصابين بهذه الأمراض على خطر يتهدد صحتهم ويتسبب في تدنّ لصيرورة المرض المزمن، إذ يعتبر الصيام عند المريض بالسكري غير المتوازن/ السكرى المضاعف باعتلال الشبكية الحاد، أو اعتلال الكلية المتطور أو المصاحب بمرض العروق القلبي، محفوفا بعدة مخاطر منها نقص السكري في الدم، ارتفاع السكري في الدم، الاجتفاف، انهيار توازن أمراض أخرى، ارتفاع احماض السيتونية. ويتميز الصيام بمرحلتين، مرحلة التكيف والتي تدوم 10 أيام، ومرحلة التوازن وتتميز بفقدان خفيف في الوزن ونقص في تروية الجسم. ومن مؤشرات كسر الصيام، الهبوط الحاد للسكري في الدم، الهبوط المتكرر للسكري، التجفيف الجسمي، عدم توازن الضغط الشراييني إذا كان السكري اقل من 0.70 غرام في اللتر في الدم في الساعات الأولى من الصيام، أو السكر في الدم أكثر من 3 غرام في اللتر، أو وجود اللاسيتون في البول، أو مرض متزامن مع السكري . وتعتبر عيادة الطبيب المعالج شهرا أو شهرين قبل الصيام، خطوة ضرورية لمناقشة الوصفة الطبية وتكييفها مع متطلبات الصيام سواء بالنسبة للأدوية عن طريق الفم أو الأنسولين، البحث عن موانع الصيام بحيث يمنع عن مريض السكري من نوع 1 ، وكذلك مرض السكري غير المتوازن، أو السكري المصاحب بمضاعفات الرصد الذاتي للسكر في الدم، بحيث يتعين الحفاظ على الأقل على وجبتين متوازنتين، وإعطاء توجيهات تشمل نصائح غذائية؛ ومن الأفضل تحت إشراف مختص بالحمية؛ شرب الماء، العمل على أخذ فترة زمنية كافية من النوم، التشجيع على التمرين الرياضي، العمل على إشراك العائلة في تدبير الوصفة الطبية والمراقبة المستمرة.