حملت منافسات ربع نهاية كأس العرش في الكرة الطائرة مفاجأة كبيرة، بعدما تمكن الدفاع الحسني الجديدي من الإطاحة بفريق قوي ومتمرس، هو الفتح الرباطي، وتغلب عليه نتيجة وأداء. المفاجأة تأتي من كون الفريق الدكالي هزم الرباطيين بثلاث جولات لصفر، حيث فرض الجديديون سيطرتهم منذ الدقائق الأولى للمباراة، مستغلين بعض الغيابات الفتحية و كذلك تقنيات اللاعبين الأجانب بالفريق، والذين أعطوا إضافة ملحوظة للدفاع الجديدي، فتمكن من حسم نتيجة الجولة بحصة 25 – 15، ليعاد السيناريو خلال الجولة الثانية ويكرس الدكاليون السيطرة والهيمنة، بفضل الانتشار الجيد داخل رقعة الملعب وتفادي الأخطاء، وساعدتهم في ذلك التعليمات المتواصلة للإطار الوطني إبراهيم بوشدوق، الذي يدرب الفريق منذ مدة والذي تأهل لنهاية البطولة العربية مع المنتخب الوطني للناشئين. وخلال الجولة الثالثة تحركت نوعا ما عناصر الفتح الرباطي، بفضل خبرة بعض لاعبيها ومدربها الشاب عادل الرايس، وحاولت الخروج بنتيجة إيجابية في هذه الجولة لانقاذ ماء الوجه، إلا أنها قوبلت برغبة دكالية كبيرة في تحقيق الفوز، وهو ما تأتى لها بحصة 25 – 22، وبالتالي إنهاء اللقاء والمرور بامتياز لنصف النهاية. وبالتأكيد سيكون لهذا الفوز مفعولا إيجابيا على مكونات الدفاع الجديدي، خاصة اللاعبين والإطار التقني قصد إكمال المشوار بمعنويات كبيرة، قد تدفعهم للعب النهاية. حامل اللقب، الجيش الملكي، تمكن من حسم نتيجة مباراته أمام مضيفه جمعية سلا دون عناء، وبنتيجة ثلاث جولات دون رد. أما الفريق الإسماعيلي، الذي حل ضيفا على الاتحاد الرياضي، فإنه لم يكن بتلك الشراسة التي عهدناها عليه هذا الموسم، ورغم أنه خلق متاعب للمحليين إلا أنه لم يتمكن من الانتصار إلا في جولة واحدة، بينما عادت الجولات الثلاث الأخرى لصالح الاتحاد الرياضي. اللقاء الأخير برسم هذا الدور عرف تأهل اتحاد طنجة، وكما كان متوقعا، حيث عاد بفوز سهل على حساب مضيفه اتحاد فاس، الذي قاوم بشكل جيد، رغم الهزيمة وظروفه المادية وعناصره الشابة. يبدو أن الدور الموالي من منافسات الكأس قد يخلق مفاجآت أخرى، وهو ما نتمناه حتى تخرج الكرة الطائرة الوطنية من روتينية النتائج التي بات الحسم فيها سهلا، بالنظر لتباين مستوى الفرق المتبارية في القسم الواحد وتدخل التنافس فرق أخرى، مما قد يعود بالنفع لا محالة على اللعبة برمتها.