بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول من السلسة الرمضانية «وعدي» للمخرج المغربي ياسين فنان، تستعد القناة الأولى لتقديم الجزء الثاني من المسلسل، الذي تصدر الأعمال الأكثر مشاهدة على شاشتها في رمضان 2015. واستطاع المسلسل، الذي أنتجته «إماج فاكتوري» التي قدمت بالعديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية ، شد انتباه حوالي 6 ملايين مشاهد 47 في المائة من المشاهدين، وبفضله قفزت نسبة الإقبال على القناة الأولى إلى أفضل مستوياتها، حيث قفزت من 7 في المائة إلى 29 في المائة حسب حصيلة رسمية ل»ماروك ميتري» الموكل إليها قياس نسب المشاهدة في المغرب. المسلسل من إخراج ياسين فنان، الذي يعد من أبرز المخرجين المغاربة ، فقد وقع خلال مسيرته الفنية على العديد من الأعمال الناجحة مثل «زينة» و»بنات للا منانة». ومن الممثلين المشاركين في الجزء الثاني من المسلسل صفاء حبيركو، وأسامة بسطاوي، وطارق البخاري، وعمي إدريس، وعلي كرويتي، وسمية أكعبون، وحسنة الطمطاوي، وأحلام الزعيمي، وسكينة درابيل، وعبد السلام بوحسيني، وسمية أمغار، ونبيل عاطف.... في هذا السياق فقد كسر مسلسل «وعدي» قاعدة سيطرة الأعمال الكوميدية في أوقات الذروة، ليثبت بالأرقام أن الأعمال الدرامية يمكن أن تتفوق على الكوميدية، خصوصا إذا كانت مستمدة من واقع المجتمع. تتناول أحداث المسلسل، الذي صورت حلقاته بالدارالبيضاء، معاناة «مينة» صفاء حبيركو، التي اختطفت من أهلها وهي طفلة من طرف أسرة تستغل الأطفال في التسول والسرقة، قبل أن تنتشلها يد القدر من الضياع لتنشأ في كنف سيدة ثرية عملت على تربيتها وتعليمها. تتسارع الأحداث في قالب درامي رومانسي، يعكس ثنائية الصراع بين الخير والشر والحب والكراهية بسلاسة قلما نجدها في الأعمال المغربية، وتجد «مينة» نفسها أمام قصة حب فاشلة بسبب ماضيها الذي يطاردها، ولؤم ابنة السيدة التي تربت في كنفها، وجشع الأسرة التي اختطفتها. حلقات الجزء الثاني من مسلسل «وعدي» تخبئ الكثير من المفاجآت غير المتوقعة مع ظهور شخصيات جديدة حيث تتعرض البطلة مينة للعديد من المآسي... تقول المنتجة هيندة سيقال من خلتال ورقة توصلت بها «الاتحاد الاشتراكي» إنها استوحت فكرة وقصة المسلسل من أحداث واقعية معيشة في المغرب وفي كل العالم، تتعلق بقضية اختطاف الأطفال واستغلالهم في التسول والسرقة، حيث يتغير مصيرهم، مؤكدة أنها ركزت على الجانب الإنساني للقصة التي تعكس معاناة بطلة المسلسل «مينة» والعديد من الشخصيات التي تحيط بها، من خلال توجيه أحداث السيناريو، الذي ساهمت في صياغته خلية كتابة متخصصة. وتؤكد سيقال الحرص على تقديم أعمال فنية مستمدة من الواقع المغربي والتراث الفني الوطني الغني بالأعمال المتميزة مثل أغنية «وعدي»، التي كتب كلماتها الراحل أحمد الطيب لعلج في سبعينيات القرن المنصرم وغنتها المطربة سمير بنسعيد، وحققت نجاحا كاسحا إبان تلك الفترة، مشيرة إلى أن فكرة إعادة توزيع الأغنية وإدراجها في جينيريك المسلسل مستمدة من الكلمات التي تصور معاناة فتاة في مقتبل العمر مع محيطها العائلي والاجتماعي. وبخصوص حقوق تأليف الكلمات والوجوه الجديدة التي اختارتها لأداء أدوار البطولة في المسلسل، أوضحت سيقال أن إعادة تسجيل الأغنية بتوزيع جديد وجد ترحيبا كبيرا من طرف ورثة الراحل أحمد الطيب لعلج. أما مسألة اختيار وجوه جديدة لبطولة المسلسل، مثل صفاء حبيركو وأسامة بسطاوي وعلي كرويتي وآخرين، فتدخل في إطار استراتيجية تعمل على اكتشاف وجوه جديدة لتطعيم الساحة الفنية المغربية والمساهمة في تقديم الدعم للجيل الجديد من الفنانين الشباب. واعتبرت أن المسلسل الجديد ثمرة مجهود جماعي، وتجربة طويلة في المجال الفني، الذي دخلته منذ حوالي 25 سنة، من خلال مشاركتها في إنتاج العديد من الأعمال الناجحة، مثل الفيلم السينمائي الناجح «الطريق إلى كابول»، الذي تربع على شباك التذاكر في المغرب على مدى ثلاث سنوات متتالية، وفيديو كليب أغنية «لمعلم» لسعد لمجرد التي حققت نجاحا عربيا كبيرا من خلال استقطابها أزيد من 300 مليون مشاهد في ظرف قياسي، وفيلم «دلاس» الذي مازال يعرض إلى يومنا هذا بالقاعات السينمائية متصدرا شباك تذاكر النصف الأول من السنة الجارية.