أكد إبراهيم بنجلون التويمي، المتصرف المدير العام لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، رئيس البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا، يوم الاثنين الماضي بالدار البيضاء، أن التعاون جنوب-جنوب يمنح المغرب مزيدا من الفرص لتعزيز حضوره على الصعيد القاري، وذلك في إطار مقاربة تنموية تشاركية يحكمها مبدأ رابح-رابح. وأضاف بنجلون، في كلمة خلال افتتاح أشغال لقاء نظمه البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا والجمعية المغربية للمصدرين حول فرص التنمية والاستثمار بشرق إفريقيا، أن بلدان شرق إفريقيا، التي توصف على أنها مهد الإنسانية، والتي تتميز بتاريخها المتجذر في الزمان، استطاعت بفضل مؤهلاتها الحضارية والتاريخية، وإمكاناتها البشرية، أن تضاعف ناتجها الداخلي الخام ثلاث مرات خلال السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة، لتتموقع كقوة اقتصادية على المستوى الإقليمي، من خلال تكتل يضم ست دول، مجسدة رغبتها القوية في تحقيق نمو سريع، لتصبح تكتلا اقتصاديا وماليا مشتركا، ولتشكل نموذجا يستحق أن يحتذى به من قبل باقي بلدان القارة، مبرزا، في هذا الإطار، أن هذه المنطقة من إفريقيا تشهد نموا ديمغرافيا مهما، وتتميز بوفرة الموارد الطبيعية، وباستثمارات مهمة في البنيات التحتية، وبصناعات سريعة التطور، وطاقات بشرية مبتكرة. ومن جهته، قال رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، حسن السنتيسي الإدريسي، إن المغرب، بجعله القارة السمراء في قلب اختياراته الاستراتيجية، يثمن عمقه الإفريقي. وأضاف السنتيسي، في كلمة خلال افتتاح أشغال هذا اللقاء، أن المملكة تولي عناية خاصة لتطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية، عبر تمتين علاقاتها الاقتصادية، وعقد شراكات متنوعة ومتساوية، مبرزا أن هذه العلاقات أخذت بعدا جديدا بعدما أصبحت مؤطرة ضمن رؤية مهيكلة ومستدامة، تعتمد على التعاون جنوب جنوب، وبناء علاقات اقتصادية منصفة ومتوازنة بين كل الأطراف. وتابع أن الفرص الاقتصادية العديدة المتاحة على مستوى القارة، والمنافسة المتنامية من قبل القوى الاقتصادية العالمية، تفرض وضع استراتيجية للتعاون على المدى البعيد، تقوم على النجاعة والإنجاز والمصداقية. وبدوره، أكد الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية محمد عبو، أن إفريقيا حققت، خلال العقدين الأخيرين، معدلات نمو مرتفعة جعلت منها نموذجا تنمويا على المستوى العالمي. وأضاف عبو، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام للوزارة، محمد بوعياد، أن الموارد والإمكانيات الطبيعية الهامة التي تتوفر عليها القارة السمراء، ووجود إرادات قوية لتسخير هاته المؤهلات لصالح المواطن الإفريقي، كفيلة بجعل القارة في مصاف القوى الاقتصادية ذات المؤهلات العالية، وتمكينها من أن تكون نموذجا ناجحا للتنمية المستدامة. وأضاف، في هذا الصدد، أن هذه القارة، التي يفوق تعداد سكانها مليار نسمة، والذي يرتقب أن يصل إلى أزيد من ملياري نسمة في أفق 2050، ستتحول بفضل هذه الموارد البشرية إلى مشتل للاستثمارات، ووجهة للباحثين عن فرص للأعمال لتنمية أنشطتهم، مما سيجعلها من أهم الأسواق عبر العالم.