زاوية أسبوعية تسلّط من خلالها الدكتورة خديجة موسيار، اختصاصية الطب الباطني وأمراض الشيخوخة الضوء على مجموعة من الأمراض بتعدد أنواعها وأشكالها مرض أديسون ينطبق على قصور في الغدة الكظرية التي هي واحدة من أهم الغدد الصماء، المتواجدة مباشرة فوق الكليتين، والتي لها دور حيوي في الجسم لا يمكن الاستغناء عنه، لأنها مسؤولة في المقام الأول عن إدارة المواقف العصيبة والإجهاد، من خلال إنتاج «الكورتيزول»، و «الكاتيكولامينات»، وتعمل على تقنين الأملاح والسوائل بفضل «الألدوستيرون». وتنقسم الغدة إلى منطقتين مختلفتين من الناحية الفسيولوجية والوظائفية، المنطقة الوسطى، أو «النخاع الكظري»، والمنطقة الهامشية وتسمى «قشرة الغدة الكظرية». ويعتبر النخاع الكظري المصدر الرئيسي للجسم من هرمونات «الكاتيكولامينات»، وهي «الأدرينالين» و»النورادرينالين». أما قشرة الغدة الكظرية فهي تنتج هرمون «الكورتيزول» و«الألدوستيرون»، وتساهم بقدر قليل في إنتاج «الأندروجينات» مثل «التستوستيرون». وينتج مرض أديسون عن تدمير المنطقة السطحية للغدة، ويؤدي إلى نقص في «الكورتيزول» وفي بعض الأحيان في «الألدوستيرون». وجدير بالذكر أن «الكورتيزول» هو هرمون يعزز التمثيل الغدائي للبروتينات، ويعمل على الزيادة في نسبة سكر الدم عند الحاجة، وتخزين الدهون في الجسم، وله أيضا دور في مقاومة الالتهابات. أما «الألدوستيرون» فهو يتحكم في احتباس الصوديوم و تسرب البوتاسيوم، وبالتالي العمل على المحافظة على توازن ضغط الدم. أما الهرمونات الجنسية و بالأخص «الأندروجينات»، فتشارك مباشرة في النمو الجنسي والتكاثر، في حين أن «الأدرينالين» و«النورادرينالين»، فيزيدان من معدل ضربات القلب، ورفع ضغط الدم، والتأثير على العديد من وظائف الجسم من أجل التفاعل مع المواقف الحرجة، و يتم إصدارها عادة في مجرى الدم في حالة الإجهاد البدني أو العاطفي. تظهر علامات مرض أديسون بشكل تدريجي، ومن الأعراض الرئيسية نجد التحول في لون الجلد والأغشية المخاطية، مع تصبغ اللون الذي يصبح بنيا، خاصة في المناطق المعرضة للشمس ومناطق الاحتكاك، لذلك يطلق عليه أيضا إسم «المرض البرونزي». ويسبب المرض كذلك انخفاضا في ضغط الدم، والتعب المزمن، مع آلام في عضلات الجسم، وفقدان الشهية و الوزن، وانخفاضا في نسبة السكر في الدم، واستساغة أكثر وضوحا للأطعمة المالحة. وفي بعض الأحيان، خصوصا في بعض الحالات الحرجة مثل حالة الإجهاد النفسي أو البدني أو في حالة الالتهاب، ينكسر التوازن ويأخذ المرض منحى آخرا، وتصبح تعبيراته حادة، تعطي اضطرابات في الجهاز الهضمي مع القيء، و آلام البطن، يرافقها الشعور بتوعك عام، قد يصل إلى الإغماء لأن نسبة «الكورتيزول» لا تكفي حين يحتاج الجسم لكميات أكبر من «الكورتيزول». ومن العلامات الاعتيادية أيضا للمرض، نجد فقر الدم مع انخفاض في مادة «الهيموغلوبين» وعدد خلايا الدم الحمراء.