يعتبر مرض أديسون أحد أمراض الغدد الصماء، ويكون نتيجة لخلل هرموني بالغدة الكظرية، وهو داء يعرف أيضا بمرض القصور الكظري أو مرض نقص الكورتيزول، وتحدث الإصابة به بسبب نقص إفراز هرمونات الغدة الكظرية (الكورتيزول والألدوستيرون)، والتي تعرف أيضا بالغدة فوق الكلوية لوجودها فوق الكلية. ويعتبر هذا المرض الذي يندرج في 80 في المئة من حالاته ضمن خانة أمراض المناعة الذاتية، والناجم عن إصابة الغدة الكظرية بمرض السل في وقتنا الحالي أكثر شيوعا في الدول النامية، أما في الدول المتطورة فهو يحدث غالبا بسبب تدمير وتلف تدريجي لقشرة الغدة الكظرية، الناجم عن خلل في جهاز المناعة، إذ تقوم أجسام مضادة بمهاجمة خلايا الغدة الكظرية . ويصيب مرض أديسون أكثر الفئة العمرية بين 30 و 50 سنة، بنسبة متساوية بين الرجال والنساء، وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة حدوث المرض تقدر ب 39 حالة على ساكنة تشمل مليون نسمة في بريطانيا، و 60 حالة على مليون نسمة في الدانمارك، وفي دول أخرى بينت الإحصائيات أن مرض أديسون يصيب شخص على كل مئة ألف من الساكنة. وتبرز الأرقام على أن نسبة الوفيات عند الأشخاص المصابين بمرض أديسون ترتفع عندما يتأخر التشخيص أو لا يتم إرساء العلاجات المناسبة، وكانت تصل هذه النسبة بين 35 و45 في المئة عند النساء الحوامل المصابات بهذا المرض قبل إرساء العلاجات الاستبدالية . وتتميز أعراض قصور الغدة الكظرية بالتعب القوي والمزمن، الإرهاق، فقدان الشهية مع فقدان الوزن، ضعف العضلات، انخفاض ضغظ الدم ، وفي بعض الحالات يتغير لون الجلد إلى لون داكن أو برونزي غامق، في أجزاء الجلد المغطاة والمكشوفة على السواء، ولكن التغير يلاحظ بشدة في ثنايا الجلد وأماكن الضغط، كالمرفقين، والركبتين، والمفاصل، والشفاه، والأغشية المخاطية. ويتغير لون الجلد بهذا الشكل بسبب زيادة إنتاج هرمون الغدة النخامية الذي يحفز إنتاج وإفراز صبغة الميلانين . ويفرق الأطباء بين نوعين من القصور الكظري، الأولي الذي يكون مرض السل أكثر الأسباب المؤدية للإصابة به، والقصور الكظري الثانوي الذي يكون نتيجة نقص في هرمون الغدة النخامية. ويحذر الأخصائيون الأشخاص الذين يتجاهلون أعراض المرض ولايخضعون للاستشارة الطبية مبكرا من خطر الإصابة بنوبة قصور الغدة الكظرية الحاد التي قد يعاني المريض خلالها من أعراض مفاجئة، كالإحساس بألم حاد في أسفل الظهر أو البطن أو الساق، تقيؤ وإسهال شديد، اجتفاف، انخفاض ضغط الدم، فقدان الوعي، وفي حالة إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب مبكرا يمكن أن تكون الصدمة قاتلة .ويتضمن علاج مرض أديسون استبدال أو تعويض النقص في هرمونات الغدة الكظرية بواسطة هرمونات كورتيزونية مصنعة، الهيدروكورتيزون مرة أو مرتان في اليوم، ومرة يوميا في حالة نقص هرمون الالدوسترون اسيتات فليدروكوتيزون، مع زيادة تناول الأملاح.