يتساءل العديد من المتتبعين لأوضاع مدينة بحجم سمعة مراكش السياحية و العالمية ، عن وضعية شوارعها و أحيائها التي أضحت محط تتبع العديد من الملاحظين، و الذين أبدوا استغرابهم للإهمال الذي تعيشه مجموعة من المرافق الحيوية بالمدينة الحمراء. تعيش مجموعة من الأحياء في مراكش قمة اللامبالاة و الإهمال نتيجة تخبط مدبري الشأن المحلي وعجزهم عن ضبط عقارب التسيير على إيقاع يساير مكانة المدينة . فبعد أن استحسن بعض ساكنة المدينة حلول أفواج من أعوان النظافة ووقوفهم على سير نظافة بعض الأحياء ، اتضح جليا أن مساحيق المكياج هي سحابة عابرة و مستنسخة بمرور الكرام، حيث أكد عدد من المواطنين، أن تلك الحملات همت فقط الأحياء المحظوظة و التي تكرس لقاعدة انتخابية يلجأ إليها أثتاء حلول وقت التوجه نحو صناديق الاقتراع. أحياء شملتها حملات التزيين و النظافة و التبليط، فيما أخرى بقيت على حالها منذ سنوات . هنا نذكر أن سكان الحي المحمدي الشمالي بالداوديات، خصوصا شارع ابن سينا المؤدي الى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، هو نموذج لشارع يشمله الإهمال نظرا لغياب عين ملاحظة لمشاكل سكانه اليومية و التي لخصها المشتكون في ما يلي: استغلال واضح للملك العمومي من طرف بعض متاجر الجملة لدرجة إغلاق بعض الممرات على الساكنة و المنفذ الوحيد لبعض العمارات، وعلى طول الشارع نعاين أطفال المدارس و العجزة يتقاسمون الطريق مع السيارات و الدراجات معا. تزايد العربات المجرورة بالدواب على طول الشارع ما يفقد هذا الممر الحيوي جماليته و بريقه الذي حظي به منذ الزيارة الأخيرة لجلالة الملك أثناء تدشينه لأحد المراكز الاجتماعية. وجود مخابز عشوائية تعتبر "قنبلة موقوتة" وسط ساكنة عمارات الشارع و التي تستخدم أفرانا محظورة و تنفث سمومها وسط نوافذ العمارات ( عمارة الأطلسي نموذجا) إضافة الى ضجيج الآلات المستعملة طيلة الليل. ( شكايات بالجملة بدون جدوى، مما يطرح أكثر من تساؤل؟؟) – حاويات الأزبال في حالة ميؤوس منها و تنذر بكارثة بيئية خصوصا أن الحاويتين المهترئتين غير كافيتين لكثافة سكانية ضخمة. انعدام الإنارة العمومية ما يجعل من نسبة الإجرام و الحوادث في تزايد خصوصا و أن مساحة مهمة خالية قبالة عمارة الأطلسي تسمح بتواري اللصوص عن الأنظار، إضافة الى أعمال شائنة أخرى وجب تطهيرها بحملات تمشيطية. تزايد المعاناة و تأخر الإنصات لهموم ساكنة هذا الحي جعلت العديدين يعبرون عن السخط لمآل هذا الشارع و إهمال مدبري شأن المدينة لمشاكل هذا الحي . فكيف يعقل أن يستمر محل تصنيع الحلويات وسط منازل و عمارات و ينفث سمومه و مخاطره الكارثية قبالة نوافذ عمارة سكنية بدون حسيب ولا رقيب؟ معاناة و فوضى - تضمنتها شكايات المواطنين في مجموعة من الأحياء - تؤكد بالملموس حجم الأضرار وتوالي صم الآذان تجاه المعاناة اليومية للمواطنين.